مبادرة لتوثيق جرائم إسرائيل ضد البيئة والتراث في غزة ولبنان
بدوي طه | القاهرة
دعت ندوة “الاستهداف الاسرائيلى الممنهج للتراث اللبناني” إلى إطلاق مبادرة لتوثيق جرائم الحرب ضد البيئة والتراث، بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومجلس خبراء البيئة العرب.
وقد شاركت جمعية كتاب البيئة والتنمية المستدامة المصرية في الندوة بالتعاون مع الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية، ومشاركة الاتحاد العربى للشباب والبيئة وعدد من خبراءالبيئة العرب.
أدارت الندوة عبر تطبيق زوم دكتورة. ناهد الرواس، عضو الهيئة الاستشارية للاتحاد العربى للشباب والبيئة بلبنان، وتحدث فيها الدكتور مجدى علام أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب ودكتور سيد خليفة، رئيس الاتحاد العربى للشباب والبيئة و الدكتور محمود بكر ، رئيس مجلس إدارة جمعية كتاب البيئة، والدكتورة ماريز يونس رئيسة الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية ، والدكتور عبد القادر دحدوح أستاذ التعليم العالى بالمركز الجامعى تيبازة الجزائر.
وتناول الدكتور مجدى علام، فى كلمته أثر الحرب فى غزة ولبنان على التوازن البيولوجى وزيادة الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري، موضحا أن درجة حرارة الكرة الأرضية زادت 1.1 درجة مئوية، ومن المتوقع زيادتها لدرجة ونصف عام 2050، كما حذر من زيادة حموضة المياه مما يؤدي لموت الكائنات البحرية، وحذر من المخاطر التى ستظهر مستقبلا ليس فقط فى غزة ولبنان وإنما على بيئة دول الجوار، بل والعالم أجمع فالآثار البيئية لاتعرف الحدود.
وضرب “علام” مثالا بالجفاف الذى أصاب أفريقيا بسبب قطع البرازيل للأشجار فى حوض نهر الأمازون، موضحا وجود ترابط بين الغلاف الجوى والمائى والأرض. وتوقع زيادة حدة كوارث التطرف المناخى من عواصف وزحف رمال على أراضى زراعية وسيول .
وأكد أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، خطورة الآثار المستقبلية من واقع مشاركته فى أعمال لجان درست أثر الحرب على البيئة فى العراق، وقال إن الأمراض التى خلفتها الحرب لازالت تصيب أهل العراق وأن مساحات زراعية كبيرة لم تعد صالحة.
ودعا الدكتور مجدي علام، إلى تحرك عملى على الأرض يشارك فيه الجميع بتصوير كل الأعمال التدميرية التى تستهدف بها “إسرائيل” البيئة والتراث، هذا على الجانب الشعبي، مشددا على أهمية التوثيق بالصور والتاريخ وتحديد الأماكن، متفائلا بأنه سيأتى يوم لمحاكمة “إسرائيل” على كل جرائمها، ودعا لنشر كل صور الإبادة التى نالت البشر والشجر والبحر والحجر، وعلى الجانب الأكاديمى والبحثى اقترح ” علام ” تشكيل لجنة من علماء العالم العربى فى الفيزياء والكيمياء والبيولوجى والبيئة، لدراسة تأثير العدوان على البيئة ودعم ذلك بالحجج والأدلة، ورفع تقارير بأعمال اللجنة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما تحدث الدكتور سيد خليفة، رئيس الاتحاد العربى للشباب والبيئة ، عن أثر الحرب على الأراضى الزراعية، والمحاصيل التى تشتهر بها لبنان الموز والتفاح وما تشتهر به غزة من أشجار الزيتون ومحصول الفراولة، مؤكدا خطورة تدمير الزراعة على الأمن الغذائى وعلى الاستقرار وحدوث موجات الهجرة الإضطرارية بحثا عن الأمن والغذاء.
وتحت عنوان “التحديات التى تواجه الإعلام البيئى وتأثيرات الحرب فى غزة و لبنان” جاءت كلمة الدكتور محمود بكر رئيس مجلس إدارة جمعية كتاب البيئة، مشيرا إلى أن التحدى الأكبر عدم توفر مصادر معلومات تمد الصحفيين والإعلاميين بحقيقة مايحدث موثقة بالأدلة والصور. وقال: يعتمد الإعلاميون العرب على ما تبثه وكالات الأنباء الغربية والإعلام الأجنبي الذى يخضع لسيطرة وتأثير اليهود، وطالب بوجود قائمة مصادر متنوعة من داخل مناطق الحرب فى غزة ولبنان تمد الاعلاميين بالحقيقة موثقة.
وأضاف “بكر ” أن التحدى الثانى هو مع تدفق الدماء وإبادة البشر تتوارى أخبار إبادة البيئة وتدمير التراث، مؤكدا أن الحرب ضد البيئة والتراث تستهدف الإنسان أيضا.
وأوضح الدكتور محمود بكر ، أن التحدى الثالث هو سيطرة الخبر السريع على التغطية وغياب التغطية المعمقة مع محدودية المساحات المخصصة للبيئة وقضاياها.
ومن جانبها عرضت دكتورة ماريز يونس، مؤسس ورئيس الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية، الأهمية التاريخية لمدينة صور كمدينة ساحلية تطل على البحر الأبيض المتوسط ونقطة التقاء للحضارات المختلفة، وتساءلت: كيف انتقلت صور من قائمة مواقع التراث العالمى إلى القائمة المستهدفة من العدوان الاسرائيلى على مرأى من العالم ومنظمة اليونسكو.
وقالت”ماريز ” إن إستهداف صور هو استهداف للحضارة وللإنسانية، بهدف طمس التاريخ، فدولة بلا تاريخ يوجعها الأماكن الشاهدة على الحضارة والتاريخ.
وتناول الدكتور عبد القادر دحدوح، أستاذ التعليم العالى بالمركز الجامعى تيبازة الجزائر ، بالصور والخرائط المواقع التراثية والتاريخية المهددة وتلك التى نالها العدوان، مستندا للقوانين والاتفاقيات الدولية التى تجرم هذه الأفعال.