وجهات نظر حول الحداثة
سمير حماد| سوريا
كان ماركس يرى أن الحداثة تعني تغيير العالم، وقوانينه الثابتة. فيما دعا رامبو, إلى تغيير الحياة ونمطها، وسلوك البشر السائد والمألوف. أما جيمس جويس، فقد رأى أن الحداثة لا تكون إلا بتغيير النص وطريقة السرد، فالحياة نصٌّ، والأسلوب طريق.
في الوقت الذي دعا بورخيس، الكاتب الشهير، إلى تغيير طريقتنا في القراءة إن كنا نريد اقتحام المستقبل، أي إعمال العقل والتأويل في كل ما نقرأ.
أما الكاتب الإسباني الشهير غويتيسولو، فدعا إلى تغيير اللغة وطرق استخدامها، فاللغة منجمٌ ذهبيّ، لم نصل إلى أعماقه بعد، ولم نجن منه الكثير، بل نمضغ ما استخرجه السابقون ليس غير؛ فاللغة هي التي صنعت منا بشراً، كما يقول بافلوف، ولولاها لما تميزنا عن الحيوانات.
وفي (في البدء كان الكلمة)، والكلمة هي الله، بل هي العالم، والعالم موجود في اللغة؛ فاللغة حسب هايدجر: لاتعيد ابتداع العالم، بل تعيد اكتشافه، وتقدّمه لنا كأننا نراه لأول مرّة.
وقديما سبق هؤلاء جميعاً، سقراط عندما قال (اعرف نفسك)، قبل الشروع في أي تغيير , لابدّ أن تبدأ بها، لأن تغيير العالم يبدأ من الذات.