شعلة النوروز
شعر: علي موللا نعسان| النرويج
دارى الوجودَ صدى عيدٍ جدا زمناً
على تُرابِ حِمىً أمضى المدى عجبا
وَ عبْرَ وجدانِ مَنْ شافوا ومَنْ هتفوا
أحسى الرَّحيقُ منى شعبٍ جلا الكُرَبا
فانجابَ فيها تباشيرٌ رعتْ شَمَلاً
قد أجْهَد المقتضى لما ارتأى القُببا
و قد مضت في دروبِ الكون أفئدةٌ
قد أنشدت رؤيةً عاثتْ دُجى حجبا
و أوجسَ القلبَ في لثم الكِلى ألمٌ
حاجى مرامَ ضميرٍ حاسَ ما ارتَقَبا
فاجتابَ عيدَ الفِدى غاياتِ موعظةٍ
حين الصُّوى أرشدَتْ في مقصدٍ لجبا
فالكردُ قد منحوا الأصقاعَ مأثرةً
لاستْ نوى وطنٍ أضفى سُوىً وهبا
إذ قد هبا المُحتفى في ذكرهمْ عبراً
سامتْ نواصي بها كرمى عفتْ نَجبا
و الأرضُ قد وامقت إحسانَ مكرمةٍ
في رِفعةٍ شاطرتْ أشواقَ ما التحبا
فعبر خَبِّ الجوادِ الممتطي هدفاً
حثَّ الطموحَ صراطٌ رام ما انتجبا
فقد مرَتْ صهوةٌ أطنابَ مظلمةٍ
نوت زوالَ الجنى حين النَّدى اكتأبا
فالكردُ قد قاوموا عثراتِ معمعةٍ
تضافرت في عُرامٍ ضامَ ما احتسبا
فانجاب في شعلةِ النوروزِ مفخرةٌ
و ضلَّ عن موئلِ الآمالِ ما اضطرَبا
فالنفسُ آفاقُها قد طوَّعتْ همماً
انتابها في السَّما حقٌّ مرى الوسَبا
و الصَّبرُ قد ألهمَ الإحسانَ في تُرَبٍ
لما الشَّرى واكبَ الإقدامَ و الحسبا
فالرب قد أودعَ الأكرادَ ملحمةً
راقت هُدى عزوة رامت حِجاً وَجَبا