قراءة في رواية “قناع بلون السّماء” للروائي باسم الخندقجي
بقلم: د: رفيقة عثمان
صدرت رواية “قناع بلون السّماء” للرّوائي الفلسطيني الأسير، عن دار الآداب للنشر والتّوزيع – بيروت وحيفا؛ حازت هذه الرّواية على جائزة البوكر العربيّة العالميّة، لعام 2024.
إنّ قراءَتي لرواية “قناع بلون السّماء” دفعتني؛ لكتابة هذه الرؤية المتواضعة، وبالتوقّف على بعض العناصر الهامّة، الّتي تحلّت بها الرّواية.
عنوان الرّواية يلفت انتباه القارئ، ويستثير التفكير حول دلالات هذا العنوان، قبل قراءَة وفهم فحوى الرّواية. سيمائيّة العنوان “قناع بلون السّماء”، اختيار الكاتب للعنوان كان موفّقًا، ويُستدل منه الإيحاء بالأمل، فالقناع يوحي بالخوف والاحتجاب، بينما السّماء توحي بالتفاؤل والفرح والنّور؛ لأنّ لون السّماء الأزرق يبعث الطّمأنينة والرّاحة وحب الحياة. بينما الدلائل المستوحاة من الرّواية، تُشير إلى ماقصده البطل بانتحاله لشخصية (أور) الأشكنازي، وحصوله على الهويّة الزّرقاء، والّتي هي نفسها بلون السّماء؛ هذا القناع وانتحال الشخصيّة اليهوديّة، فتحت للبطل نور التحرّك بحريّة في كافَة الأماكن المحظور دخولها، على المواطنين الفلسطينيين. كما ورد صفحة 56 ” كانت العبريّة لغة ملامحه الأشكنازيّة، فأصبحت الملامح قناعًا يرتديه”.
“للإسم قناعه يا مراد، وللقناع حصانة” صفحة 63.
“بعت ظلّي الحقيقيّ لهويّة مزوّرة، فغدوت بلا ظلّ، بعد أن زيّنت ملامحي بهويّة وقلادة نجمة داوود”.
في نهاية الرّواية، إستعاد البطل هويّته الحقيقيّة، عندما عاد نور من رحلة التّنقيب، الّتي توقّفت بسبب تصاعد الصّراع في مدينة القدس، وفي طريقه رافق سماء إسماعيل بسيّارتها؛ فانتزع الهويّة الزّرقاء المُزوّرة، أمامها ومزّقها، وخلع سلسلة نجمة داوود ورماهما من شبّاك السيّارة أمام ناظري سماء؛ مُصرّحًا لها بحبّه قائلًا: ” أنتِ هويّتي”.
اختار الرّوائي شخصيّات الرّواية بعناية؛ لتحريكها في مجريات الأحداث والسّرد، وشّخصيّة البطل الرئيسيّة بإسم نورالشّهدي بهي الطّلعة، ذو عينين زرقاوين، وشعر أشقر، وهو من إحدى مخيّمات رام الله، وهذه الشّخصيّة قامت بدور بطل الرّواية.
الشّخصيّة الثّانية بإسم (أور شابيرا) صاحب الهويّة الزّرقاء، وهي الشّخصيّة المٌزدوجة لشخصيّة نور. بينما الشّخصيّة الثّالثة باسم مراد، صديق نور، واختار الكاتب أيضًا شخصيّة الرّوائي نسيم شاكر؛ ليقوم بدوره في سرد رواية (مريم المجدليّة)، بعد التّنقيب والبحث عن آثارها في قرية اللّجون أو مدينة (ميسيانوبوليس) مسرح رواية نوروالمقام على أنقاض مستوطنة (مجيدو). شخصيّة سماء إسماعيل، فتاة فلسطينيّة من مدينة حيفا، تعمل في التّنقيب عن الآثار، وتعرّف عليها نور أثناء التّنقيب عن الآثار.
أبدع الرّوائي الخندقجي في بناء سرد الرّواية، معتمدًا على الحوار، وخّاصّةً الحوار الدّاخلي (المونولوج) ؛ من خلاله استطاع أن يٌعبّر عن خلجات النّفس الدّفينة بحرّيّة تامّة، وعن الصّراعات النّفسيّة المٌتضاربة بداخله، فيما يتعلّق بالقضيّة الفلسطينيّة، في أجواء محظورة.
اختلق الرّوائي شخصيّة (اور شابيرا) كشخصيّة ملازمة لشخصيّة نور الشّهدي؛ حيث انتحل نور شخصيّة أور، بعد ما وجد هويّة إسرائيلية زرقاء بلون السّماء، في معطف مُستعمل؛ والّذي اقتناه من سوق يافا القديم.
برز الصّراع حادًّا عندما استخدم نور الهويّة الزّرقاء؛ لتسهيل دخوله المناطق المُحتلّة، والممنوع دخولها للمواطنين الفلسطينيين القادمين من الضّفّة الغربيّة؛ خاصّةً عند الإلتحاق ببعثة من قِبل جمعيّة إسرائيليّة؛ للتّنقيب عن الآثار في شمالي فلسطين المُحتلّة. كما ورد صفحة 98 متحدّثًا حول الصراع النّفسي حول الهويّة ” أمّا الآن فهو يسير فيه حاملًا قِناعه لا صليبه، متسائلًا في سرّه: أليست كل طرق ودروب القدس مزدحمة بالآلام؟”؛ كذلك ورد صفحة 88 حول التّناقضات السّائدة في حياة الفلسطينيين قائلًا ” الجدار الفاصل، هو حقًّا جدار فصل عنصري، أم عتبة فصل بين عالمين منفصلين متناقضين، عالم المركز وعالم الهامش؛ عالم (أور شابسرا) وعالم نور الشّهدي؟”.
تمثّل الصراع الذّاتي، عندما التحق نور الشّهدي، واندماجه مع فريق البعثة الأجانب، فبرز الصّراع بازدواجيّة الشّخصيّة، باستخدامه للّغة العبريّة، والإنجليزيّة؛ ومجاراته بأفكارهم العنصريّة، وخاصّةً عند سماعه بتصريحاتهم حول أحقيّة البلاد لليهود. ساور نور القلق المتواصل خوفًا من اكتشاف هويّته الحقيقيّة؛ ومن جهة أخرى، وجد الهويّة الزّرقاء، وشكله الأشكنازي ملاذًا لحريّته؛ وتحقيق أهدافه.
اشتدّ الصّراع الذّاتي، عندما تجوّل نور في بعض القٌرى المُهجّرة، والّتي أضحت مستعمرات إسرائيليّة بعد النّكبة، ولم يعترف أمام زملائه بمشاعره الحقيقيّة، وحنينه لهذه الأماكن الجميلة، ولأصحابها وأهلها الّذين رُحِّلوا في بقاع العالم. صراع مرير عاشه في خياله، دون أن يُعبّر عنه ولو بحرف.
صراع العاطفة المُرهفة الّتي أحاطت به، عندما تعرّف نورعلى الفتاة الفلسطينيّة، سماء إسماعيل، والّتي عبّرت عن ذاتها بِجرأة أمام فريق التّنقيب الأجانب، حول هويّتها الحقيقيّة كفلسطينيّة، دون خوف أو تردّد، ودون قناع، على الرّغممن حيازتها للهويّة الزّرقاء؛ بينما نور ظلّ منتحلًا شخصيّة (أور أشكنازي) اليهودي، فحبس مشاعره خوفًا من اكتشاف هويّته الحقيقيّة.
نهج الرّوائي أسلوبَه الفنيَ، بتقنيّات مختلفة؛ حيث استخدم تقنيّة التسجيل الصّوتي بالهاتف النّقال؛ ليُسجّل الأحداث اليوميّة، والمعلومات التي يستقيها حول رواية مريم المجدليّة، بالإضافة لاستخدامه أسلوب التّذكّر الإرتدادي – الإسترجاع (الفلاش باك). كما ورد صفحة 19 “تنتزعه ذاكرته من لحظاته الصّباحيّة هذه..”؛ بالإضافة لاستخدم طريقة الرّسائل المُتبادلة، ومن أهمّها رسائل ما بين نور وصديقه مراد، عندما كان يرسل رسائل تهريبًا مع أم مراد – فاطمة الموسى، عند زياراتها المُتكرّرة للسجن؛ وحظيت هذه الرّسائل حيّزًا كبيرًا في السّرد الرّوائي. استخدم نور أسلوب مخاطبة مراد من طرف واحد، على الرّغم من عدم وصول هذه الرّسائل، بواسطة تسجيل مُذكّراته. إنّ تصفّح ألبوم الصّور، أتاح للكاتب تقنيّة أخرى للسّرد، والتّعبير عن الحنين (النوستالجيا)، عند مشاهدة صور والدة نور، الّتي توفيت عند ولادته؛ كذلك تصفّح الصحف الإلكترونيّة يوميًّا، في اللّغات المختلفة؛ لمعرفة آخر الأخبار. من المُلاحظ بأنّ الرّوائي استخدم تقنيّات فنيّة مُتعدّدة في أسلوب الرّواية، ممّا أثرى طريقة السّرد، بالتّشويق والقراءة المُتواصلة.
وردت بعض (الموتيفات) التي وردت في السّرد الرّوائي مثلًا: تكرار ذكركلمة السّجن كما ورد بمتن السّرد ” يلقّبه أنت الغائب الحاضر، الحي الميّت، أنت في مقبرة الأحياء”. كذلك “السّجن كثافة يا صديقي؛ لطرد المُعتقل”. إنّ هذه( الموتيفات) صدرت عن روائي مسجون منذ عشرين عامًا، فمن الطبيعي تكرار كلمة السّجن بكافّة أشكاله، إنعكاسًا لجزء من حياة الرّوائي الحقيقيّة.
من (الموتيفات) البارزة أيضًا، كلمة النّور بأشكالها المختلفة؛ ومن دلالاتها الشعور باعتناق الحريّة، والخروج من الظلام إلى نور الحياة بحريّة مُطلقة.
موتيف لكلمة القناع، حيث تكرّرت هذه الكلمة مرارًا وتكرارًا خلال السّرد؛ لدلالتها النّفسيّة لدى الرّوائي، ربّما يقصد بها الاحتلال، والوجه الآخر للشّخصيّة، أو التّسلّح بالمواصفات الّتي تؤهّل الفلسطيني؛ للوصول لأهدافه نحو الحريّة. ” لا يوجد أقنعة في رام الله، رام الله هي القناع” صفحة 73.
تسود لغة الرّواية البساطة والسّلاسة والإنسياب، وفيها جماليات التعبير بالوصف الدّقيق، للأماكن والمناظر الطّبيعيّة، بالإضافة لإدخال بعض المصطلحات التّابعة للآثار، والمناطق الأثريّة.
ظهرت بعض مصطلحات التّضاد مثل: ماضي ..حاضر – الخير والشّر: الملاك والشّيطان – التّوبة والخطيئة: الخوف والضعف : الصمت والثّرثرة – الصمت والبوح : المخيّم والمدينة. الخ. هذه التّناقضات تحمل دلائل تعبيريّة عمّا تحمله النفس من أعباء مثقلة في الحياة بشكل عام، وفي السّجن بشكل خاص.
عرض الرّوائي بشكل تقريرمعلومات تاريخيّة، وجغرافيّة، وحول الديانة المسيحيّة بطريقة مُكثّفة، في متن السّرد، برأيي هذا التكثيف وزج المعلوماتحجب القارئ عن التّذوّق الأدبي، حبّذا لو تمّ الاختصار في هذا الجانب؛ تجنّبًا للملل أثناء القراءة.
اهتمّ الرّوائي بتقنيّة الزمكانيّة، والّتي لعبت دور البّطولة في الرّواية، في زمن الكورونا لعام 2021؛ حيث نبش الكاتب الذّاكرة المكانيّة؛ بالتّنقيب عن آثار مريم المجدليّة في جبل الكرمل، ووصف بعض القرى الفلسطينيّة المُدمّرة والمُهجّرة منذ النّكبة؛ ودارت أحداث الرّواية في أماكن محدودة، ابتداءًا من المخيم من منطقة رام الله، والقدس ويافا، ومن ثمّ شمالي فلسطين التّاريخيّة.
انتصر الكاتب للمكان، ومجّد آثاره الخالدة، وحظيت مدينة القدس، بمساحة كبيرة من الحب والاعتزاز؛ كما ذكر صفحة 83 ” القبّة ألقت طرحة القدس ومسجدها هذا الهائم في الّلازورد والفيروز، وصخرتها قلبها النّابض بالقداسة ودماء الأرض والسّماء معًا”، كذلك صفحة 83 “حب القدس .. هي القدس.. حبيبتي، وركن خلاصي، هي القدس، ولكلّ وقت في القدس قُبلة، وهي قِبلة كل الوقت”.
” القدس كامرأة فيها التّناقضات، الحرم وشاح للصّخرة، أمّا ثوبها فقد طرّزته هي من مآذن مساجدها، وأبراج كنائسها وأديرتها، وقببها، وقناطرها وبيوتها العتيقة، وأمّا السّور فهو طوق يحرسها، هي المرأة الّتي خُلقت من دماء وسماء، وإسراء ومعراج. ووو” صفحة 84.
سيمائيّة ودلالات الأسماء في الرّواية: اختار كاتبنا أسماء أبطال الرّواية، بعناية ودقّة، فهي ذات دلالات تفسيريّة، وتحمل صفات أصحابها.
بداية إسم نور الشّهدي، بطل الرّواية، والرّاوي بضمير الأنا؛ هذا الاسم دلالته الإضاءة والأمل، والّذي تحلّى بهذا الاسم، يشير إلى أنّ صاحبه إنطلق من الظّلام (المخيّم) نحو النّور بالتّعرّف واكتتشاف جغرافيّة المكان وتاريخه.
الإسم الثّاني (أور) هو الإسم بالعبريّة، صاحب الهويّة الزّرقاء، هذا الإسم مرادف لإسم نور، أي معناه بالّلغة العربيّة نور. هنا أتوقّف عند إطلاق هذا الاسم؛ حيث لعب دور الصّدفة في تلاؤم الأسماء، فالصّدفة هنا ليست في صالح الرّواية، ربّما لو كان إسمًا عبريًّا مغايرًا، لكان أفضل ومُقنعًا أكثر.
الاسم الثّالث سماء، هذا الاسم أطلقه الكاتب على الفتاة الفلسطينيّة من حيفا، سماء معناه الصّفاء والنّقاء والسمو والعلو؛ نظرًا لوصف نور، وصدى هذا الاسم في قلبه.
الاسم الرّابع: مراد وهو صديق نور القابع في السّجن، ربّما يقصد الكاتب بهذا الاسم بالتّمنّي والإرادة بالحريّة له، ولباقي الأسرى.
الاسم الخامس: نورا الكرادنة، وهو إسم أم نور، كذلك يوحي هذا الاسم بالتّشوّق لاعتناق الحريّة لفلسطين جمعاء، نورا هو اسم أنثى؛ نورا الأم فهي دلالة الوطن؛ فالأم في الادب هي دلالة للوطن. وفاة نورا بالرّواية، توحي باختفاء الحرّيّة، عند ولادة نور، وهو ولادة جديدة للأمل بالحرّيّة.
ابتدع الكاتب شخصيّة الرّوائي، باسم نسيم شاكر، كشخصيّة مُتخيَّلة، ورد ذكر اسمها مرّة واحدة بالرّواية، دون أن يكون له دور فعّال؛ بينما الرّاوي هو البطل نور، والّذي سرد الأحداث على لسانه هو بضمير الأنا؛ ممّا يُحد من عرض الأحداث من جوانب متعدّدة، كما يتقنها الرّاوي بضمير الغائب، الّذي يرى الامور كلّها من أعلى.
احتوت الرّواية على اقتباسات عديدة، نثريّة وشعريّة، وخاصّةً اقتباسات من الإنجيل؛ كما ذكر “قال يسوع: طوبى للأسد الّذي يأكله الإنسان، فيصير الأسد إنسانًا، وملعون الإنسان الّذي يأكله الأسد، فيصير الإنسان أسدًا”. (إنجيل توماالقنوصي). كذلك اقتبس الكاتب من الرّوائي إلياس خوري من رواية ” أولاد الغيتو”، عند الحديث عن الفرق بين المخيّم والغيتو اليهودي في أوروبا؛ بالإضافة إلى اقتباس من قصائد محمود درويش، وخاصّة من جداريّته؛ كما ذكر: ” غنّيت كي أزن المدى المهدور.. في وجع الحمامة.. لا لأشرح ما يقول الله للإنسان… ليت أنا النّبي لأدّعي وحيًا .. وأعلن أنّ هاويتي الصّعود”. ، وكما تأثر الكاتب بكتب دافينتشي. ظهرت اقتباسات عديدة داخل السّرد غير مُبالغ بها؛ فهذا إن دلّ فهو يدلّ على سعة الثّقافة والمُطالعة، الّتي تحلّى بها الرّوائي الخندقجي، وساهمت في إنتاج أدبي ذي قيمة تاريخيّة وسياسيّة؛ لحفظ الذّاكرة الفلسطينيّة، تخليدًا لقضيّتها.
نجح الرّوائي في خلق خيال خصب، حيث اخترق الجدران وأذاب قضبان السجن، وصنع من الألم أملًا، وأضاء العتمة القاتمة، بنور ساطع في النّفوس والأماكن؛ أذهلتني الرؤيّة الّتي وصفها الكاتب، حول مريم المجدليّة، عندما مسحت رجلي المسيح بمسك عطر؛ هذه الرؤية يعجز الخيال عن تصوّرها، صور فيها القداسة والهالة والنّور، لدرجة يخالها القارئ بأنّها حقيقيّة.
تعتبر رواية ” قناع بلون السّماء”، رواية تأريخيّة سياسيّة، واقعيّة من وحي الخيال، والّتي من المُتوقّع بأنّها مُستوحاة من مكان السّجن الّذي يقبع فيه الرّوائي (سجن جلبوع) – مجدو، شمالي فلسطين، في جبل الكرمل؛ حيث اختار الكاتب المكان مسرحًا؛ لمجريات الأحداث، في البحث عن معبد مريم المجدليّة السّرّي.
رواية “قناع بلون السّماء” هذه الرّواية إضافة نوعيّة، ضمن أدب السّجون؛ وهي
تستحق القراءة؛ لأنّ رسالتها تبثّ الأمل، والإنتصار للحريّة والثّبات؛ ولا حياة مع اليأس. تحتوى على العديد من االمفارقات (البرادوكس )؛ لأسير محكوم عليه بأربعة مؤبّدات داخل سجن، فاستطاع أن يصهر اليأس، وينثر النذور لأمّة تعيش في سجن كبير مظلم.
من الجدير اقتناء هذه الرّواية في المكتبات العربيّة بالعالم العربي، وفي المكتبات الأجنبيّة، بعد ترجمتها للغات مختلفة أخرى؛ وبناءً على ذلك استحقّت هذه الرّواية الفوز بجائزة البوكر العربيّة العالميّة بجدارة.. أمنيات الحريّة القريبة للرّوائي الأسير باسم الخندقجي، ولكافّة الأسرى والأسيرات في كافّة سجون الاحتلال.
قراءة ممتعة تمد المتلقي بمعلومات وافية عن تقنيات الخطاب الروائي وموضوعاته المتشابكة حيث استطاعت هذه الباحثة فك بعض ألغازها بلغة مميزة اكتسبت أهميتها من وهج بساطتها وبخاصة موضوع الهوية السردية التي أفرزتها شعرية البنية السردية لعنوان الرواية ودلالاته التأويلية المتعددة .
اللهم أسر جميع أسرى فلسطين وأسيراتنا من سجون الاحتلال الصهيوني .
خلاصة القول. لقد اتخذ هذا الأسير من الكلمة خطوة نحو الحرية المفقودة التي يصبو إليها وبقينا نحن الأسرى لا نجرؤ على حرية الكلمة .
شكرا لهذه الباحثة الجادة وشكرا لصحيفة عالم الثقافة وجميع العاملين فيها على نشر هذه الدراسة القمة .