البلطجة في الجامعات

نداء يونس | فلسطين

تراكمات ما يحدث في الجامعات سيفرز بالتأكيد تلك البلطجة المفضية الى القتل.. البيئات الجامعية هنا غالبا ليست أكثر من خليط مشوه مبني على العشائرية والقبلية والطبقية والمناطقية في أرذل صورها، الفروق بين الطلبة واضحة بكل فجاجة والظلم والإجحاف يطال هؤلاء الذين بلا ظهر، وليس الطلبة فقط..

منذ سنوات صارت الجامعات سوقا للواسطة والاستعراض والفرجة والحزبية والفصائلية وانحرفت بالكامل عن أدوارها التعليمية إلا ما ندر، الثقافة العامة معدومة بين الطلبة الذين تعلموا تسخيف القامات والقيم والإبداع والتنافس الحر والقيم الإنسانية، المعرفة في التخصص سطحية تقوم على السرقة والغش إلا من رحم الله، والطلبة غالبا لا يعرفون الحد الأدنى مما يحب والولد المربى عند أهله يضيع.

الجامعات هنا غالبا بؤرة لتعليم الاستغلال وسوء توظيف السلطة وتدخل العائلية والشللية والسلاح والتنمر والتهديد وعدم الاحترام والتآمر حتى على الأساتذة، حتى الأساتذه أنفسهم أحيانا يتصرفون كآلهة صغار يقومون بالإقصاء والالتفاف على الأنظمة والحقوق والتقدير لفائدة من يرضون عنهم والمعيار هي الأمزجة أو الواسطة.

في الجامعة، يتعلم الكثير من الطلبة أشياء غير المناهج، يتعلمون نهج حياة مبني على: بتعرفش مين أنا ومين وراي؟ وأنا بربيك؟ واضرب وراس مالها فنجان قهوة؟ إنه نهج حياة قائم على استثمار سمعة الآخرين وثقلهم السياسي والاجتماعي، وليس بين الطلبة فقط، كما إنه نهج حياة قائم على البطولات الوهمية.

هنا الطلبة غالبا ما يتعلمون التسلق والتملق والتشبيح باسم أي شيء وقرصنة جهد الآخرين للحصول على علامات وسرقة الأبحاث أو شراؤها لأن الطالب لا وقت لديه للدراسة – ربما للغش المسكوت عنه أو اعمل فريق وواحد بشتغل والبقبة يأخذون ذات العلامة – إلا البعض وإذا انكشف، توجد ألف واسطة تغطي على الموضوع.

في الجامعات هنا، كل مظاهر التشيؤ والزعرنة و(اللي ما إله ظهر بده يتعب واللي مدعوم بيمشي وبيقفز وبيكمل).

هذه البيئات بطبيعة الوضع تدفع الى تشكيل حواضن للتمييز والجهل والتنمر والاستقواء والاستسهال والعنف.. إنها بيئات سامة تخلق بالمقابل القهر وتولد الغضب.

الجامعات هنا غالبا بيئة سامة يستوي فيها الذين يعلمون والجهلة، إنهم غالبا ما يُقهرون لأن تميز شخص يكشف ضعف الآخر وضآلته، ويظلون أقل ممن يمتلكون أدوات الاستعراض والاستقواء.

الجامعات هنا غالبا صورة مرآوية للواقع خارجها وحيث لا يختلف الوضع سوى بأن القتل خارجها معنوي وحقوقي غالبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى