قصة “تحدي أسيل” هل كان تحدّيا أم هروبا!

ديمة جمعة السّمان | فلسطين

“تحدي أسيل” قصة أطفال للكاتبة منصورة محمد التميمي، صدرت عن دار العماد للنشر والتّوزيع في الخليل، زيّنتها رسومات المبدعة منار النّعيرات.

طرحت الكاتبة التميمي موضوعا في غاية الأهمية، قد لا يلتفت إليه الكبار، بل يتعاملون مع الموضوع ببساطة، لأنهم لا يعلمون أن أي خلل في لفظ الأصوات بالنسبة لأطفالهم قد يتسبب بأزمة نفسية تصاحبهم مدى عمرهم، خاصة عندما يتوجهون إلى المدرسة ويتعرضون للتّنمر من قبل زملائهم.

كانت هذه هي الفكرة الأساسية من القصّة، وهي رسالة قويّة لأولياء الأمور تلفت نظرهم إلى موضوع يؤثر على ثقة أبنائهم بأنفسهم، كما أنها رسالة لمدرسيهم في المدرسة أيضا، تحثهم على أن يحسنوا التصرف في حالة تعرض أي طفل للتّنمّر من قبل زملائه.

كرهت الطفلة الذهاب إلى المدرسة لأنها تعاني من مشكلة اللثغ، وهذا ما نبّه الأم إلى ضرورة معالجة ابنتها عند مختصين في مخارج الأصوات. بعد العلاج تغلبت الطفلة على مشكلتها وعادت إلى المدرسة، فتم استقبالها بالتّرحاب، واعتذر لها زملاؤها عما بدر منهم تجاهها.

السؤال، أين دور المعلمة في أزمة أسيل النفسية منذ البداية؟ وهل اعتذر  زملاء أسيل  بعد أن لفتت المدرسة أنظارهم إلى تصرفاتهم المحرجة مع زميلتهم؟

كلها أسئلة كان لا بد للكاتبة أن توضحها للقارىء.

ثم إن استقبال المدرّسة والزملاء لها يعني أنها تغيبت عن المدرسة طيلة فترة علاجها. وهل الهروب وعدم المواجهة حل مناسب؟ لم يكن تحدّيا لأسيل، بل كان هروبا من زملائها وعدم قدرة على المواجهة.

الموضوع الذي طرقته الكاتبة في غاية الأهمية، إلا أنّ معالجته كانت ضعبفة وليست بالمستوى المطلوب، بل وتثير القصة  العديد من الأسئلة، إذ بدت القصّة غير مقنعة للطفل، بل محبطة للأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية أو لفظيّة أو خلقية.

لماذا لم تذهب الأم إلى المعلمة وتطرح عليها البحث عن حل لابنتها لمعالجة الموضوع بالتوازي مع عرضها على المختص الذي سيعالجها؟

هناك بعض المشاكل الخَلقية التي لا يوجد لها علاج. هل هذا يعني انسحاب الطفل من المدرسة كي لا يتعرّض للتّنمّر!

وقد كان هناك بعض الأخطاء الإملائية في القصة. من الخطأ التهاون في إهمال وضع الشّدّة على الحرف،  إذ أنّ الشّدّة هي حرف من حروف الكلمة، وعدم وضعها يعني أن الكلمة ينقصها حرف. أي أن هناك خطأ إملائيا.

الكتابة للأطفال هي مسؤولية كبيرة، وتحتاج إلى حذر شديد، فالطفل أمانة في أعناقنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى