في ظلال النجوم.. في ذكرى أشياخي وأترابي في سمائل

الشيخ الشاعر السفير هلال السيابي | سلطنة عمان

أعيدوا إليٌَ العهد لو بَعُدَ العهد
وعصراً به قد كان يأتلق السعد!

///

زمانا تعلمت الهوى في ظلاله
فما ضل بي رأي ولا خانني رشد!

///

وأي زمان كان لو أنه بقي
وأنىٌَ وهزلُ الدهر في حده الجد!

///

على أنني لم تطٌَبيني صبابةُُ
لعصرٍ به زانت أميمة أو هند

///

ولا مربع أقوى ولا طلل عفا
ولا أرسم زانت بها الخرٌد الربد

///

ولكنما سال الفؤاد لأربع
وأيام زهو قد ورى بهما الزند!

///

وعصر كما تهوى العلى وارف الهدى
يمور به العرفان والفضل والحمد

///

وآلى عليه السعد ان لا يروعه
بِنِدٍ ، وهل للشمس في افقها ند!

///

فيالزمانٍ كم أضاءت نجومه
و كم فاح من اردانه المسك و الورد

///

نهلت الهوى منه ورضت جماحه
وان نازعتني في الهوى الشٌُزٌَب الجرد!

///

أبيت نجياً للنجوم بحضنه
وتصبح بي خيل الهوى سُبٌَقاً تعدو

///

وتمرح ما بين المخيلة والهوى
فأشقر سباق، ومقتحم نهد

///

وبالأفق من زهو النجوم مخيلة
ولكنها في مهجتي أبدا وَقْد

///

وأنىٌ يلامُ المرء أو يعذل الفتى
إذا رنٌ من ذكر الشباب به عهد!

///

ومن لي وتذكاري وسحب مدامعي
بصبرٍ، وإنىٌ والأسى جزره مد

///

أروح على حالين من لوعة الأسى
فاما يمور الحزن بي أو يشي الوجد

///

ولم لا وأشياخي وأرباب نحلتي
عدا بهم برق ودوٌى بهم رعد !

///

أقلب طرفي مستهاما فلا أرى
على أفق الفيحاء أنوارهم تبدو

///

وأسأل شهب الأفق عنهم وأنثني
وبي وجع مما تُغمغٍم يشتد

///

على أن لي قلبا يمور صبابة
إلى ذلك الوادي و يغمره الوقد

///

يغامر بي والهول يطغى عبابه
وأي فتى يقوى اذا عزٌَه الجَد!

///

وأنكرَ من أيامه ما ترجٌحت
به سورة الايام او غاله الشد؟!

///

وأصبح من بعد الكواكب في دجى
فلا دربه درب ولا قصده قصد!

///

فيا أسفاه كيف زُمٌت ركابهم
وأنىٌ يضم الشهب في ضيقه اللحد!

///

وكيف تسير الشم وهي شوامخ
وإنى لعمري يذبل الحجر الصلد!

///

فياليت شعري كيف هُدٌِم حوضهم
على العزة القعساء وانفرط العقد!

///

وتلك لعمر الله للحشر آية
أما جاء ان الشم في الحشر تنهد!

<><>

سلام عليكم ما أضا البرق موهنا
شيوخ الهدى والفضل أو جلجل الرعد

///

سريتم إلى الرحمن غراً أكارماً
يضيئ بكم غور ويسمو بكم نجد

///

وتأتلق السبع الطباق لركبكم
وجبريل حاديكم ويانعم من يحدو

///

تفتح أبواب السماء لركبكم
ويعبق عرفا منكم المسك والند

///

يرى الملأ الأعلى بروق ركابكم
فيفرح للقيا ويطربه الوجد

///

فإن بكت الفيحاء يوم رحيلكم
فللملأ الأعلى بمقدمكم سعد

///

تقدمتمونا والعلى حشو بردكم
فياليت شعري هل بقي للعلى برد!

<><>

سلام عليكم ما أعز جنابكم
وإن حال ما بيني وبينكم الوخد

///

وبتٌ من البين المشت على أسى
يراوحني هم على الحزن يشتد

///

تسيل جفوني كلما عنٌ ذكركم
ويلهب قلبي من تسعٌُرِه الفقد

///

ألا اليت هاتيك الليالي رواجع
– كما كنٌَ – والأيام من عرفها ورد

///

وإذ ساحة الفيحاء وهاجة الضيا
يمور بها العرفان والسؤدد العد

///

تكاد نجوم الأفق تحسد شهبها
ولولا التغالي قلت يحسدها الخلد

///

أبى الله إلا أن تكون من العلى
على ذروة من دونها الشٌُمٌَخُ الملد

///

فمن عالم كالبحر طامٍ عبابه
ومن ماجد أعلامه المجد والرفد

///

أئمة صدق لا يرام مقامهم
وأركان مجد لايرام لهم حد

///

أساطين مجد أو بحور معارف
ورهبان ليل غير أنهم أسد

///

فمن كالعظيم ابن الجميل شيخنا
إذا ذكر العرفان أو وصف الزهد

///

تعلق بالرحمن قلبا وقالبا
فضاء له من أفقه الغور والنجد

///

وأحيا على “الإحياء” أركان روحه
فلم ينب عما رامه ابدا قصد

///

له في الكروبيين أكرم منزل
و من حوله الحور الكريمة والمرد

///

“غزالي” هذا العصر بل شيخ أهله
ولا غرو فهو العالم العلم الفرد

///

وابن عبيد وهو علامة الورى
وسيد أهل الفضل والسند السٌد

///

أضاء سماءَ العلم نيٌِرُ بدره
وضاء به العرفان والشرف العد

///

لَكْم أشرقت بـ “الجعفرية” شمسه
فضاءت على أنوارها السند والهند

///

تبدى على نهج “الخليلي أحمد”
فزان به العرفان والفضل والحمد

///

ومن كأبي والله يشهد أنني
لاقبض عنه القول والقول يمتد

///

فما كان إلا صارما في غراره
مناط المعالي بل إنه الأسد الورد

///

كأن العوالي جُمٌّعت في شباته
فحداه حداها، وأدراعه السرد

///

وما كان إلا بحر علم تلاطمت
أواذيٌُه، بل جزره أبدا مد!

///

 رآه الخليلي الإمام مهندا
فسدده والهول بالهول ينقد

///

وباتت ذرى “شاذان ” منه بمأمن
ومن ذا يروم الغاب إن تزأر الأسد!

///

ومن مثل عبد الله للمجد والعلى
إذا التقت الفرسان واحتشد الجند

///

وشاعر ذاك القرن من بعد ناصر
فآياته الآيات والسور اللد

///

سلام عليه، لم يمت قط لحظة
وفي كل نحر من لئالئه عقد!

///

وللمجد منه في “سعود” خليفة
يضيئ به المجد المؤثل والسعد

///

تألق وضاحا بنيٌِر مجده
فلم يعده مجد ولا فاته حمد

///

ولله منه في محمد شاعرا
تهيم على أنغامه الضمر الجرد

///

تجلى على كرسيه غير آبه
بمن قبله قادوا الكواكب او شدوا

///

وهل لي أن أنسى “الرشيدين” والعلى
لواؤهما، رباه كم يعظم الفقد!

///

فقدنا سنا الآداب يوم افتقادهم
فياليت شعري من على سيرهم يعدو!

///

وبعدهما راح المفضل “مرشد”
وما زال ريعان الشباب به يبدو

///

ولست بناسٍ ما حييت معلمي
وشيخي واستاذي اذا افتخر النجد

///

سعيد الفقيه المجتبى ابن سالم
ونحوي اهل العصر طرا إذا عُدٌُوا

///

ترى النور يهفو من أسرة وجهه
وينفح من أعطافه الفضل والرشد

///

فصاحبت منه بدر تم به انجلت
حياتي عما بتٌُه ثمٌ أو بعد

///

و”للناعبي ” الحبر أركان عزة
يمور بها جِد ويسمو بها جَد

///

تزامل مع ذاك السعيد بجامع

الشراة فكانا غرتيه التي تبدو

///

ولست بناسٍ أو يغيبني الثرى
لشيخي “غسان” الذي ماله ند

///

لكم صكٌ سمعي “بابن مالك” معربا
شواهده حتى بدت وهي الشٌهد!

///

ولله أتراب حظيت بهم وإن

سروا زمرا، وفدُ يشايعه وفد

///

 ” كخلفان” لو أنسى الورى ما نسيته
وأنىٌ وفي جنبيي من فقده وقد

///

جرينا معا نحو المعارف والهدى
رفيقين لا ننفك والثالث الحمد!

///

و”عبد الإله نجل خلفان” كيف لي
بنسيانه سيفا تضمنه الغمد

///

تبلج في اعطافه “الشيخ” مورقا
فزان به المجد المؤثل والجِد

///

ومن هاشم ” عبد الإله بن سالم”
زميل له من خلقه ابداً ند

///

تألق من بعد الدراسة مقرئا
وأستاذَ علم لا ينهنه الشد

///

ومن “كحميد” في قوافيه ترتمي
بها البيد، وهو السيف في حده الحد

///

صحبت به الأيام عهدا منورا
فلما مضى أيقنت أن بَعُدَ العهد

///

وبالعلمين الأكرمين: محمد
وراشد كم نهفو جلالا وكم نشدو

///

لكم قصدا البيت العتيق وهوما
بأركانه حبا فلم يخب القصد

///

تربوا على الإحسان والفضل والهدى
فيا ليت شعري من يسد الذي سدوا!

<><>

أحباي بالفيحا سلام عليكم
كأخلاقكم دوما يمور بها الود

///

سريتم إلى الرحمن زهرا كواكبا
ولكن ربوع العلم والفضل تَرْبَد

///

تشيعكم ألبابنا وقلوبنا
وأكبادنا الحرى واعيننا الرمد

///

سلام عليكم ما أشد الردى سطا
ولا سيما أن لا سلام ولا رد

///

لئن كنتم غادرتمونا مشاعلا
إلى الله فالأكباد بالجرح تنقد!

///

لقد غبتم عنا وما زلتم بنا
مشاعل تهدي الرشد إن فقد الرشد!

///

عسى الله بالفردوس يجمع شملنا
بأكمل ما يوفيه في خلده الخلد

٢٦ رمضان المعظم ١٤٤٠ هجرية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى