أيَا رَجُلاً
موزة المعمري | سلطنة عمان
تُذهلني أرواحُ بناتِ حوَّاء التائهات في ملكوتِ رجُل,
ويُذهلني أكثر رغبَاتهنَّ ببعضِ الأمورِ اللاَّتي يُحببن رؤيتها في كَيَانِ ذاك الرجل,
رُوحاً تُريده ذكراً لا يتعدَّى الجسدَ, والصوتَ, والفُحُولة,
ورُوحاً أُخرى تُريده مَلَكاً مُنزَّهاً عنِ الخَطَايَا,
ورُوحاً تُريدهُ مَوْصُوماً بلعنةِ شيطانٍ لا يعرفُ أًماً, أُختاً, وأباً سواء,
ورُوحاً تُريده لُعبةً أو رُوبوتَّاً تُبرمجهُ كيفما تشاء,
ورُوحاً أُخرى ترغب بوجوده بحياتها رَجُلاً,
تُناديه رُوحها أيَا رَجُلاً قد ملكتَ الرُّوحَ عُذوبةً,
ما أبغي من جسدٍ بالٍ ينتهي وقته يوماً,
وما أبغي بمالٍ ينضب دونك يوماً,
وما أبغي بظل رجلٍ أنقشه على هَوَايَ دون نقشهِ لي,
أبغيكَ رَجُلاً وحُلمًا يُصبح واقعاً جميلاً,
يدغدغ أحاسيسَ أنثى ورديةَ الأحلام,
رَجُلاً يحمل بين أضلعه الأمانْ,
رَجُلاً يحتويني بزوبعة العشقِ والكيانْ,
رَجُلاً همساتُه كالنسيمِ الباردِ الجريانْ,
أيَا رجلاً تُغرقني فيك شعراً, وغزلاً رَنَّانْ,
يُطرب لي أُذني ويُشعل أحاسيسي كالبُركانْ,
تغرقني فيكَ رُويداً رويداً كدوامةٍ من افتتانْ,
تُذيبني فيك كقطعة السكر في سوادِ القهوةِ والزعفرانْ,
أكون سجينة هواك, وأقبل قيودك من المَرْمَرِ المُزدانْ,
هكذا هي أحلام فتاة لا تبحث عن ملذات الرجال فيك كغيرها,
ولكنها تبحث عن كل رجال العالم في اعوجاج أضلعك فيها.