سَجِينَةٌ أَمْ سَجَّانَهْ
موزة المعمري | سلطنة عُمان
كَعْبٌ يُطَقْطِقُ على رُخَامٍ بَارِدْ
يحملُ بداخلهِ قدمي غَزالٍ حَالِمْ
تقدمت خُطوة, أُخرى باتزانِ
نظرت مُستوقفة خَطْوَ الحذاءِ
قبَّلت بعينيها جمال المَكانِ
نظرت بعينيها النَّاعِسَة المَقامِ
مِقْعَداً يعُانق طاولة باحتضانِ
اقتربت, جلست, عانقت بفكرها جَلسة الهِيَامِ
أشبكت اليدين, ونظرت بعينيها الباردتين لبرودة الشتاء المُتراقص من خلف الزجاج الوَاهِي
أخذت تُفكر بعُمق الكلماتْ
وهو كان يُناظرها بعمق النظراتْ
طلبت بنعومة صوتها الرنَّانِ شاياً
فاستغرب الغُرَابُ طلبها للشاي دون لَذَّةِ البُنِّي
وهي لُغة كل الفتياتِ الحديثات!
فالقهوة فنٌ, ذوقٌ, وتصويرٌ بافتتان
وكلهن كذلك سجيناتٌ لها مُنذ عقود
ولكنها مفتونةٌ بأشياء أُخرى دونهن عِظَام
أخذها فكرها لأعمق مما كان يُفكِّر
أخذها هُناك, لجريمة الحرفِ العظيمِ الشَّأنِ
بينما هو أخذ يُرتِّبُ الأفكار في رأسهِ الرنَّانِ
أفكار سوداء, وأُخرى بيضاء مُتشابكةٌ بحبالٍ نارِ
أمَّا قلبها فكان بارداً كبرودة الرُّخَامِ
كذاك التمثال الأبيض بلا عُنوانِ
غادرت ممتنةً للنادلِ الوسيمِ
وبهدوء المَشي كانت تَقتل اليَتيمِ
وبِنَظَرهِ كانَ يُقبِّلُ خَطْوَها العظيمِ
وبحسرةٍ قلبهُ كان يشتهي الموتَ الرَّحيمِ
سَجِينَةٌ هي أَمْ سَجَّانةٌ لِلرُّوحِ؟