مدارس دينية ترعى ميلشيا نظامية مسلحة في جيش وشرطة الاحتلال خدمة للمستوطنين
إعداد: مديحة الأعرج | المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان
تقرير الإستيطان الأسبوعي من 19/2/2022-25/2/2022
تدور على الارض في فلسطين التاريخية حرب متصلة، ليس فقط بين المواطنين الفلسطينيين سكان البلاد الاصليين والمستوطنين المدعومين من قوات الجيش والشرطة وحرس الحدود بل وكذلك بينهم وبين ميليشيات نظامية مسلحة تعمل في صفوف الجيش والشرطة النظامية . ففي حين يخوض الفلسطينيون المعركة باسم الدفاع عن الأرض تخوض سلطات الاحتلال وميليشياتها الحرب تحت شعارات متعددة تروج لرواية شائعة بين صفوف جيش الاحتلال وميلشيات المستوطنين ومنظماتهم الارهابية حول حرب مقدسة تخوضها اسرائيل على الأرض التي وعد الرب شعبه المختار ، خاصة مع التزايد المضطرد لجهود التبشير الديني للحاخامات الذين يعملون دون كلل لزيادة تأثيرهم في اوساط الجيش والشرطة وبناء ميليشيات مسلحة في إطارهما ورعاية ذلك عبر السماح بتأسيس المدارس الدينية العسكرية التمهيدية ” يشيفوت هسدير ” أو ” مدارس التسوية ” التي انشئت بهدف الإشراف على الجنود المتدينين ، حيث يُجنَّد الملتحقون بها لمدة 18 شهرا ، ويصل عدد هذه المدارس في إسرائيل اليوم 42 مدرسة منها 13 مدرسة تقع في مستوطنات الضفة الغربية .
مؤخرا جرى الكشف عن ظواهر خطيرة وتبعث على المزيد من القلق بفعل تحول مئات الإسرائيليين المتطوعين في جهاز الشرطة فيما يسمى ” سرية بارئيل ” إلى ميليشيا مسلحة تعمل ضد المواطنين العرب في النقب بدعوى «فرض النظام وسلطة القانون وإنقاذ النقب من مشكلة التزايد الملحوظ للمواطنين الفلسطينيين سكان البلد الأصليين ، الذين يواجهون سياسة اسرائيل التمييزية والعنصرية في جميع ميادين حياتهم وعلاقتهم بأرض آبائهم وأجدادهم . ” سرية بارئيل ” هذه يتوزع منتسبوها إلى ثلاث سرايا : سرية تدخل وهي سرية النخبة ، التي تخضع لتأهيل لمحاربة الإرهاب وسرية الدوريات – وتخضع لتأهيل لإطلاق النار وتولي صلاحيات الأمن العام ؛ وسرية قتالية ، مهمتها إدارة كل ما يتطلبه تحجيم انتشار المواطنين الفلسطينيين خاصة في القرى غير المعترف بها .
” سرية بارئيل ” هذه في النقب يقابلها كتيبة ” نيتساح يهودا ” في الضفة الغربية التي يخدم فيها يهود متعصبون دينيًا ويسكن قسم منهم في البؤر الاستيطانية العشوائية بالضفة الغربية ، وهي ميليشيا تطورت كوحدو من الجيش الإسرائيلي ، وينفذ جنودها الذين ينتمون لعائلات مستوطنين في المنطقة اعتداءات ضد الفلسطينيين . وقد جرت محاولات لتفكيك هذه الكتيبة ، إلا أن تقديرات قادة في طيش الاحتلال تشير إلى أن تفكيكها سيكون بمثابة إعلان حرب بالنسبة لقيادة المستوطنين ، فهذه الكتيبة تنتمي إليهم ، وتعمل لصالح المستوطنات ، وعادة ما يدخل قادة المستوطنين إلى مقرها بصورة حرة ويتحدثون مع جنودها . وتظهر المعطيات أن 3.8% فقط من الجرائم التي ترتكب على خلفية قومية من قبل عناصر تعمل في كتيبة ” نيتساح يهودا ” ومن مجموعات المستوطنين بحق الفلسطينيين في الضفة تنتهي في نهاية المطاف بلا لائحة اتهام. وأنه تم إغلاق أكثر من 221 شكوى فلسطينية من أصل 263، ما بين أعوام 2018 – 2020، وهناك 10 فقط تم حتى الآن تقديم لوائح اتهام فيها والبقية لا زالت قيد التحقيق .
أما على صعيد النشاطات الاستيطانية فتتوالى المشاريع والمخططات الإستيطانية في القدس المحتلة وباقي أرجاء الضفة الغربية حيث أقرت بلدية الاحتلال بالقدس ولجان التخطيط قرار” اللجنة المحلية” لبناء الأبراج الأولى في مدخل حي الثوري ضمن المنطقة الصناعية (تالبيوت ) من 30 طابقًا. هذا البرج سوف يشرف على البلدة القديمة وبإطلاله على القدس بشطريها بارتفاع 30 طابقًا ويستوعب 149 وحدة استيطانية ومراكز تجارية، ومراكز مختلفة بشأن الاستخدامات المختلطة للبناء، يضم ( مجدال بارديس – برج الجنة ) أيضًا مجموعة متنوعة من الاستخدامات . وبرج (مجدال بارديس- برج الجنة ) هذا سمي على اسم كلية بارديس للدراسات اليهودية، والذي يقع بجوار البرج الاستيطاني الذي سيتم بناؤه، وهو جزء من عملية التجديد التي من المتوقع أن تمر عبر مدخل القدس الجنوبي – المنطقة الصناعية تلبيوت التي ستغير وجهها تمامًا، وسيكون التغيير الرئيسي في الشارع الرئيسي – حيث من المخطط أن يمر الخط الأزرق للسكك الحديدية الخفيفة وقد بدأ العمل في المشروع ويجري حاليًا تنفيذ أعمال الحفر والمستودعات في المنطقة التي تتجاوز 2000متر مربع، وفقا للجهة المسؤولة عن المشروع . أما تاريخ الانتهاء من بناء هذا البرج الاستيطاني الضخم فيقدر بحوالي أربع سنوات حيث تنفذ حاليًا أعمال الحفر والنشر للمشروع الذي يحتوي على 144 وحدة استيطانية، وموقف سيارات تحت الأرض وواجهة تجارية لشارع .
في الوقت نفسه يطارد الاحتلال قرى القدس التي هجر أهلها عام 1948 ويعمل على استكمال تهويدها عبر مشاريع استيطانية متتالية حيث صادقت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء على بناء 1200 وحدة سكنية في حي “كريات هيوفيل” المقام على أنقاض أراضي قرية سطاف المهجرة بالقدس الغربية. وتبلغ مساحة المخطط الإجمالية نحو 50 دونما، ويقع في الطرف الغربي من حي (كريات هيوفيل)، على مقربة من حي عين كرم . ومن إجمالي الوحدات السكنية في البرنامج، سيتم تخصيص حوالي 240 وحدة للشقق الصغيرة بالإضافة إلى الوحدات السكنية، تتضمن الخطة حوالي 2000 متر مربع لمناطق التوظيف، وحوالي 28 ألف متر مربع للمباني العامة التي سيتم بناؤها على واجهات المباني . وستستخدم المباني العامة لبناء معابد يهودية، ومدرسة ابتدائية، ومدرسة ثانوية، و11 روضة أطفال، بالإضافة إلى مبان للرعاية الاجتماعية والمجتمعية
وعلى صعيد مختلف رحب المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بالتقرير الصادر عن مقرر الأمم المتحدة الخاص “المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967″، مايكل لينك الذي عدًّ أن الوضع في فلسطين المحتلة يرتقي لنظام ” الفصل العنصري” وهو التقرير النهائي قبل انتهاء ولايته التي استمرت ست سنوات ، حيث وثق بالأحداث والوقائع تطبيق اسرائيل لنظام الفصل العنصري ، ويوضح التقرير بالتفصيل كيف أنشأت إسرائيل نظاماً للقمع بدوافع عنصرية ضد الفلسطينيين ، تم تصميمه علنًا للإبقاء على الهيمنة اليهودية الإسرائيلية ، وإدامتها من خلال ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان . وطالب المكتب الوطني المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية النظر في جريمة الفصل العنصري واتخاذ قرار حاسم وشجاع بتبني هذه التقارير المتتالية التي تؤكد بالوقائع تبني اسرائيل سياسة الفصل العنصري ، وفرض عقوبات على دولة الاحتلال للتراجع عن سياساتها الإجرامية ، وإنهاء الاحتلال.
انتهاكات أسبوعية وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الأرض فترة إعداد التقرير
القدس:
أغلقت شرطة الاحتلال عشرات الشوارع المقدسية من شمال المدينة (التلة الفرنسية والشيخ جراح)، وصولا إلى جنوبها (شارع القدس- الخليل) بما فيها منطقة حي المصرارة، وباب الخليل، وباب الجديد، وشارع يافا، وانتشرت بشكلٍ مُكثّف في الطرقات، وأوقفت عددا من الشُبّان وفتشتهم ، ودققت في هوياتهم ، وسط إغلاق للشوارع المحيطة بحجةِ تأمين ما يسمى “ماراثون القدس 2022 ” فيما علقت الشرطة الإسرائيلية أوامر هدم في بيت حنينا وشعفاط ووادي الجوز لمنازل بحجة البناء دون ترخيص ، وأحد أوامر الهدم يتعلق بهدم عمارة سكنية مكونة من 8 شقق في حي الأشقرية ببيت حنينا فيما قامت البلدية بالغاء ترخيص بناء في حي واد الجوز بحجة البناء بخلاف الترخيص وزيادة بنسبة 10% عن الرخصة. وأعطب مستوطنون إطارات أكثر من 10 مركبات في حي الشيخ جراح ، تعود ملكيتها لعائلات الحي عرف منها عائلتا الكسواني والحسيني. وعلق موظفو دائرة الإجراء وبلدية الاحتلال إخطارا على باب نادي هلال القدس يقضي بدفعه مبلغا قدره 3 ملايين شيكل ونصف ، وتهديده بالإغلاق أو وضع اليد عليه في حال عدم تسديد المبلغ، خلال 15 يوما،واقتحمت مجموعات كبيرة من المستوطنين بينهم عضو الكنيست ورئيس حزب “عوتسما يهوديت”، إيتمار بن غفير، حي الشيخ جراح وتوجه إلى مكتبه ” الخيمة ” المقام على أرض عائلة سالم، برفقة عدد من المستوطنين، الذين حاولوا الاعتداء على الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، التي انتشرت في محيط خيمة بن غفير الاستفزازية.
الخليل:
أقدم مستوطنون على مهاجمة منازل المواطنين في مدينة الخليل،وحاولت مجموعة من المستوطنين اقتحام أحد المنازل، وسط توجيه شتائم لأصحابه.واقتحمت قوات الاحتلال سطح المسجد الإبراهيمي في الخليل ومنعت الفلسطينيين من الوصول إلى المكان. كما استولت على “كرفان” زراعي ومعدات وجرفت أراضي في خربة قلقس جنوب الخليل. في أرض تعود ملكيتها لعائلة وزوز، كما جرفت أراضي مزروعة بـ 30 شجرة زيتون ولوزيات وسلاسل حجرية، تعود ملكيتها لعائلة أبو عجمية وتصل مساحتها إلى ثلاثة دونمات تقريبا.وهاجمت مجموعة من المستوطنين المسلحين، من مستوطني “متسبي يائير” المقامة على أراضي المواطنين في مسافر يطا، بالحجارة مركبة كانت تقل عددا من معلمي مدرسة جنبا الأساسية، أثناء عودتهم إلى منازلهم
بيت لحم :
قام احد المستوطنين ببناء بؤرة استیطانیة اطلق عليها اسم ” هفات متسبیه راحیل ” مع بدایة العام 2021 على قطعة أرض إلى الجنوب من مستوطنة جیلو المقامة بشكل غیر قانوني على أراضي مدینة بیت جالا وهي عبارة عن أربعة مبان سقفها من الصفیح وتستخدم كمزرعة للخیول ومخزن لتخزین الاعلاف والطعام للحیوانات وساحة لتدریب الخیول الموجود في البؤرة الاستیطانیة الرعویة التي يؤمها مستوطنون من مناطق مختلفة تلبیة للدعوات التي یقوم بها ذلك المستوطن عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي من اجل تجنيد الدعم بذریعة أن وزارة البناء والإسكان الإسرائیلیة تحارب تلك البؤرة الرعویة المخصصة لحمایة الحیوانات في المنطقة وخلق نوع جدید من السیاحة الداخلیة والاستمتاع بالطبیعة الخلابة وتعتزم هدمها بحجة انها مخالفة لما یسمى ” بقانون البناء والتخطیط الإسرائیلي للعام 1965 ” حیث أمھلت سلطة التنفیذ العقاري المستوطن الاسرائیلي المستوطن 7 أیام من تاریخ الأمر الاداري ، أي حتى الخامس عشر من شهر اذار 2022 ، لتنفیذ عملية الهدم ، إلا أنه لم تتم عملیة الهدم حتى الیوم. .
را م الله:
أعطب مستوطنون من “بسجوت” الواقعة على جبل الطويل إطارات أكثر من 20 مركبة في مدينة البيرة في المنطقة الصناعية، قبل أن ينسحبوا من المكان. وهاجم مستوطنون، مركبات المواطنين المارة قرب مستوطنة “حلميش” شمال غرب رام الله حيث تجمعوا عند مدخل المستوطنة المذكورة، ورددوا شعارات عنصرية، فيما صوب بعضهم الأسلحة تجاه مركبات المواطنين.وهدمت قوات الاحتلال خياما نصبها المجلس القروي شرق قرية المغير شرق مدينة رام الله، لتعزيز صمود المواطنين.
نابلس:
أحرق مستوطنون أجزاء من مسجد قرية زيتا جماعين ، جنوب نابلس ، حيث تسلل مستوطنون إلى القرية وألقوا مادة سريعة الاشتعال على مدخل مسجد “عباد الرحمن”، ما أدى لحدوث أضرار في سجاده، و خطوا شعارات عنصرية معادية للفلسطينيين والعرب على جدران أحد المنازل القريبة من المسجد. واقتحم مستوطنون بحماية قوات الاحتلال منطقة المسعودية قرب بلدة سبسطية شمال غرب نابلس وأجرَوا عملية تصوير وأخذ قياسات لمحطة القطار و في اعتداء اخر هاجم مستوطنون مركبات المواطنين قرب قرية برقة ومنطقة المسعودية الأثرية ، كما اعتدى مستوطنون على مبنى خان اللبن الأثري ببلدة اللبن الشرقية جنوب نابلس وقاموا بحفريات بجدرانه الأمر الذي يهدد بانهيار المبنى فيما هاجمت مجموعة من المستوطنين الذين تواجدوا على حاجز زعترة، المركبات الفلسطينية وحطموا بعضها.كما هاجم مستوطنون المركبات قرب بلدة حوارة ورشقوها بالحجارة. . وأغلقت جرافات الاحتلال طريقا زراعية في بلدة قصرة بالسواتر الترابية حيث حضر حارس مستوطنة “ايش كودش” برفقة جرافة للاحتلال وأغلق الطريق الزراعية الامر الذي سيحرم المزارعين من الوصول لأراضيهم وحراثتها . وشرع مستوطنون في بناء بؤرة استيطانية على قريوت جنوب شرق مدينة نابلس أراضي “البطاين” تمهيداً للسيطرة على جميع المنطقة الجنوبية للقرية والبؤرة ستؤدي إلى ربط مستوطنة “عيليه” مع مستوطنة “شيلو”. والمنطقة المستهدفة عبارة عن تلة تمتد على مساحة 100 دونم من أراضي المواطنين الزراعية
سلفيت:
أقدم مستوطنون على تجريف مساحات واسعة من أراضي المواطنين الزراعية واقتلاع عشرات الأشجار في أراضي كفر الديك غرب سلفيت حيث تم تدمير أكثر من 50 شجرة زيتون معمرة لشق طريق استيطانية.
الأغوار:
هدمت قوات الاحتلال مسكنين يعودان لعائلة مليحات ويضمان 12 فردا ، ودمرت وحدات الطاقة الشمسية فيهما، بحجة عدم الترخيص في منطقة المعرجات غرب مدينة أريحا.وأخطرت بإزالة حظيرتي ماشية في خربة يرزا شرق طوباس للمواطن حافظ نعيم مساعيد، وهدمت منزلين للشقيقين محمد وعطا الله يوسف محمد كعابنة.مكونين من الطوب ومسقوفان بالصفيح في تجمع عرب الكعابنة غرب قرية العوجا ، ويقطن بهما 12 فردًا، وذلك بدعوى عدم الترخيص.