ذاك كان زمن !

محمد الدرقاوي ـ المغرب 

ذات عمر من ذات زمن
كنا هناك
في بيتنا العتيق
كنا نكبر
كسنابل تتطلع للسماء
نرقص على أفراح بيتنا
أهل لا يغيبون
أصدقاء لا يتخلفون
وأبونا الرجل الكبير
لا يشكو
يخرج متوسلا الرزاق الكريم
ويعود محملا بالخير الوفير
شعاره : “كلها يأكل للي ف رزقو “
ما أكرمك بكرم الكريم
أيها الكريم !! ..
هي البركة حقا
كانت في ركابك كنزا لايغيب !! ..
وإلى اليوم لم يغب …
وكانت أمنا صبرا يقارع الصبر
تقتحم في بيتنا كل المشاق
رغم القلق، رغم الضيق
فهي عند نفسها
سيدة على صهوة البيت
لا شيء يملأ عينيها
إلا فخامة حضور
فهي على كل كامل مكمول
تقرع لفرحها الطبول
تستخف بكل الألغام
وفي مطبخها هزار
يغني بكل أنسام العطور
المار من حينا
يدرك أصالة الحضور
ذاك كان زمن
أكذب لو ادعيت: عني غاب
فلا زال في بيتي رسن يقود ماضينا
تدين انصافا كما دينت
هي ألفتنا
بلا بكاء على الأطلال
فنحن في العراقة استمرار
ذاك هي أصالتنا
حصاد لباكورة
من توفيق الاختيار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى