سياسة

قمم الفكر تحت القبة

د. أحمد الطباخ| مصر
عاشت مصر فترة ذهبية حيث كانت الثقافة والأدب فيها لهما الكلمة العليا والقدح المعلى فرواد الأدب والشعر والفكر والثقافة هم الذين في الصف الأول والقوة الناعمة والرصيد الحضاري والزاد الثقافي الذي لا يمكن أن تتجاوزه أو تتخطاه دولة من الدول وكانت الحياة السياسية لا تقل نشاطا وتفاعلا عن مناحي جوانب الحياة الأخرى فكان للمثقفين والعلماء دور كبير في تنشيط الحياة وتشكيل وجدان الناس بما حباهم الله من حسن بيان وقوة الحجة وصحيح اللغة وصدق الكلمة وعمق الفكرة ووضوح الرؤية وثاقب النظرة وتشخيص ما تعانيه البلاد من مرض وعلة حيث كانوا يعرفون ما في البلاد من مشكلات وكيف الوصول إلى حلها فلم يكن هدف عضو البرلمان في ذلك العهد الذهبي تقديم الخدمات وقضاء مصالح الناس وإنما كان دورهم تشريعيا رقابيا يراقب ما تقوم به السلطة التتفيذية إذ لا صلاح للبلاد إلا بتفغيل الدور الرقابي الذي جاء به الإسلام في شعار رفعه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال للصحابي : من أنى لك هذا ؟.
لك ان تتخيل أن تحت برلمان مصر في القديم كان فيه رجال الفكر والأدب من أمثال عباس العقاد الذي كان سياسيا بارعا وأديبا ألمعيا وشاعرا عظيما وناقدا يعي كيف يحلل وينقد ويشخص فهز البرلمان بذلك الاستجواب الذي قدمه ضد الملك فاعتبر الملك أنه عاب الذات الملكية فأودعه في السجن ومكث فيه لأنه قال الحق وعاب الذات الملكية وما خشي على نفسه من قول الحق وقد بلغ من الكبر عتيا ولكنها الوطنية الحقيقية التي كان هؤلاء يتحلون بها دون نفاق أو رغبة في سلطة أو منصب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى