خواكين فينيكس وقصة عصامية أثيرة
أجدور عبد اللطيف | المغرب
كان Walk on the line أول فيلم يدشن به الممثل خواكين فينيكس اسمه بلوائح السينما العالمية قبل بضعة سنوات، صدر الفيلم سنة 2006 وفاز خواكين بالگولدن گلوب عن دوره الرائع فيه.
ظل فينيكس آنذاك متواريا ولم يفجر كل إمكاناته المميزة في السينما بعد، وكان حديث بعض النقاد السينمائيين عنه وعن موهبته الفذة في تلك الفترة يبدو كالحديث عن فريق َغمور في دركات الدوريات الهاوية لكرة القدم .
بعد بضع سنوات أطل الممثل علينا من خلال فيلم Master ثم بعدها فيلم Her واللذين لعب فيهما خواكين البطولة وفاز إثرهما على جائزة غرامي، وجائزة مهرجان كان لأفضل ممثل.
لقد قدم في الفيلمين الأخيرين أوراق اعتماده وتبدى تفوق خواكين وأصبح حديث هوليود لسنوات ثم جاء فيلم Joker الأخير الذي تعرف من خلاله الكثيرون على فينيكس لأول مرة غير أن هذا العمل رغم كل الثناء والإعجاب لم يكن غير تحصيل حاصل.
ينحدر الرجل من بويرتو ريكو وقد تنقل في بلدان كثيرة رفقة اسرته النصرانية التبشيرية في أمريكا اللاتينية، لكن الحظ الوافر الذي اكتنفه كان عندما استقرت أسرته بالولايات المتحدة الأمريكية، البلاد التي وفرت له الظروف ليسطع نجمه ويركب فطرته التي جعلته يولد ممثلا فقط ولا شيء آخر.
ولو مكث لا قدر الله في المكسيك لكان الآن في عمر 44 سائق باص بائسا يستنشق الكلمات البذيئة بدل الأكسجين، أبا لستة ابناء، ومتزوجا من امرأة بدينة تؤذيه بالشخير ورائحة أمعائها ليلا، وبتذمرها من سوء راتبه نهارا، وفي سيناريو احسن قليلا لكان سمسار عاهرات في بويرتو ريكو، وربما مخدرات، لا فرق سينتهي به المطاف مسجونا أو مقتولا في كلتا الحالتين.
أما لو كان في إحدى الدول العربية لقضى نحبه في إحدى قوارب الموت/الحياة الكريمة، المتجهة صوب اسبانيا، أو في حرب أهلية رخيصة مفتعلة ولما تكفلوا حتى بمشقة دفنه بل أطعموه الغربان والجرذان.
خواكين رسالة أخرى مفادها: لا تحاول أنت لست في الولايات المتحدة الأمريكية وإلا مفادها لا تهن ولا تهادن ولا تقبل قط بما لم توجد لأجله.