جُليبيب
هلال السيابي | شاعر عُماني ودبلوماسي سابق
هذا الفيديو المصوّر لهذا الشيخ يتناول فيه قصة زواج واستشهاد الصحابي “جُليبيب”
ماذا تقول القوافي يا جليبيب
وهل تنال السما الجرد اليعابيب
|||
لحقت بالعرش والاقدام حافية
لكن جناحاك: إيمان وتقريب
|||
ومن يكن بالسنا القدسيٌّ مشتملا
دانت له حيثما راح الاعاجيب
|||
رآك خير الورى يوما وانت على
حال كمن غاله في سوحه الذيب
|||
تجمع البؤس في جنبيك أجمعه
وهدك الدهر والأرزاء والحوب
|||
وبت أسوأ من تهفو الحياة له
أو تنتحي نحوه الغيد الرعابيب
|||
فأرسل الخلقُ القدسيٌُ لمستَه
إلى فؤادك، والانوار ترحيب
|||
فقال خير الورى صلى الإله على
جنابه أدنُ منٌِي يا جليبيب
|||
فأنت مني جليبيبَ الهدى وأنا
كذاك منك، وكل الشان تحبيب
|||
هلا تزوجت ثنٌَاها وثلٌَثها
ومن يزوجني، والفقر تعذيب
|||
فقال سر لفلان ذي العلاء وقل:
أنا لكم من رسول الله مخطوب
|||
إن تكرموني فأمر المصطفى لكم
وإن أبيتم فإن الأمر مكتوب
|||
ولن ألومكم ما عشت، حيث أرى
مابي،وأني بنصل الدهر مضروب
|||
وكان ذلك منه موقف أمم
فإنه بحراب الدهر محروب
|||
أنى تزوج ذات المجد من رجل
للفقر والسوء في عينيه تأويب
|||
قضية قد رآها غير عادلة
ومادرى أنه في الأمر ترتيب
|||
وأنها إن تكن للمجد قد نسبت
فإنه لجلال الله منسوب
|||
تردد الأبوان لحظة، واذا
بالخود تقبل والتأنيب تأنيب
|||
أترفضان بما أوصى الرسول به
امنكما لرسول الله تخييب!
|||
وهل كمثل رسول الله من أحد
وهل كمرغوب خير الخلق مرغوب
|||
لقد قبلت بما أوصى النبي به
وذاك لي شرف منه وتنسيب!
|||
وثاب للأبوين الرشد، وانطلقا
يهيئان لها ما فيه ترغيب
|||
وبينما هي في تجهيزها برقت
بوارق الروع، والهيجاء ألهوب
|||
و زلزلت روعة التكبير روعته
وراعه من نداء الحق تثويب
|||
فلم يكد يبصر الرايات زاحفة
حتى تردى الردى، والموت شؤبوب
|||
ولم يراع حياة أقبلت ويدا
مدت اليه، ولا أغراه ترحيب
|||
وإنما قال ياربي لقد عجلت
إليك روحي، ومنك الفضل مطلوب
|||
فما انجلي الأمر حتى كان صارمه
قضى على سبعة، والحق تصويب
|||
وراح عجلان نحو الله متقدا
لا عرس لا مال،هذا كله حوب
|||
وإنما هو فضل الله قدسٌَه
فإنه عند رب العرش محبوب!
|||
أزواجه الحور في علياء جنته
فما تقول القوافي يا جُليبيب!
١٢ محرم ١٤٤٤