على التطبيع قد صدّق

محمد الحنيني | فلسطيني مغترب في البرازيل

لمن سوريةٌ تُخنق

لمن أشجارها تُحرق

لمن شعب العروبة في

جميع بلادنا يُسرق

لمن هذا الخراب وما

يخلّفه بها أحدق

وأرجعها لعصر البؤس

لم يرحم ولم يشفق

لمن تاريخنا العربي

في أوحالنا يغرق

لمن هذا الدمار لمن

ومن موّل ومن أنفق

ومن قام على كذب

ولم يصدق وقد أخفق

وراح يغازل الأعداء

على التطبيع قد صدّق

ونحن أمة تهوي

في الأوحال للأعمق

وتشكو من مآىسيها

وفي آفاتها تغرق

وبعض عروش أمتنا

يباهي أن هو الأسبق

في التقسيم والتشتيت

بل من خان  أو سوّق

ومن مدّ ومن ردّ

ومن هدّ ومن فرّق

ومن راح ومن جاء

ومن غرّب أو شرّق

ومن عاش على الأوساخ

غاص فيها واستنشق

وكم من أضرم النيران

والأرواح قد أزهق

أهذي أمة الأسلام

هذا مجدنا الأعرق

وكل  ذكريات العزّ

قد طمروها في خندق

وصاروا بئس ما صاروا

لا بحر ولا زورق

ولا مجد ولا اسم

ولا وطن ولا بيرق

لمن كل الذي يجري

بأوطاني ما يلحق

أنا إن قلت لا للظلم

يا شعبي هنا أُشنق

وهم يجرون  للطبيع

عليهم ذلّهم أطبق

وأخبار العروبة ياه

لم يذكرها الملحق

وجف الزرع في وطني

وزرع عدونا أورق

على أرضي على وطني

فبئس زماننا الأخرق

وأين القدس والأقصى

تركناها على المفرق

وصارت آخر الأخبار

من يذكرها أحمق

وأين نضال ثورتنا

وشعب يومها أطلق

وعودته من المنفى

إلى أنسامها يشهق

إلى حاراتها يرنو

سجينا ظل لم يُعتق

وابناء الكلاب بها

ومن خيراتها تلعق

وأين الفجر يا وطني

لماذا لم يعد أشرق

وعادته زيارتنا

على الأطلاق والمطلق

وسوريا التي كانت

خلافتنا بها أسبق

وعزتنا ورايتنا

وامتنا بها أعرق

نراها بين نيران

وبومٌ فوقها ينعق

وشعب من مكائدهم

يعاني حاله مرهق

ونحن أين نحن الآن

ومن بأمورنا يقلق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى