أسامة قطينة.. كفاءة وخبرة إعلامية في الإعلام المرئي العربي

محمد زحايكة | فلسطين

بدأ الصاحب يسمع عن الزميل الأغر، أسامة زكي قطينة عندما بدأ يعد التقارير لقناة أو محطة تلفزيون دولة الإمارات العربية المتحدة الأرضية في أبو ظبي وقبل عصر  الفضائيات الكاسحات، وأشهر معدودة قبل انطلاق الانتفاضة الكبرى الأولى. وكان ذلك عندما طلب يسار درة ونزيه حجازي من المسؤولين في مكتب المحطة بلندن من حنا سنيورة  المحرر المسؤول في جريدة الفجر اختيار شخص مناسب لهذه المهمة ، فوقع الاختيار على الصاحب  اللاهب..

وهنا ظهر أسامة قطينة على الشاشة أمام الصاحب، كونه كان يشغل في تلك الفترة مسؤول تحرير نشرة الأخبار في محطة  تلفزيون أبو ظبي الأرضية، فكان بطبيعة الحال يشرف على تقارير الصاحب سواء الميدانية Stand Up أو بطريق التعليق  الإذاعي الصوتي المرافق  لصور الأحداث الميدانية الفيديو الـ Voice Over  . ولاحظ الصاحب أن قطينة قد تحمس لتقارير الصاحب وهي الأولى من نوعها لمحطة عربية خليجية في ذلك الوقت.

وتمر الأيام، ويلتقي الصاحب بحضرة أسامة قطينة عندما يصادف ويزور بلده وعائلته في القدس وهو المقيم في الإمارات أيام الشيخ العروبي زايد آل نهيان، فيجد الصاحب إنسانا دمث الخلق وصاحب طباع هادئة وبسيط التعامل مع الآخرين ومقل في الحديث وصاحب نظرة وفلسفة في التغطية التلفزيونية حيث حاول نقل خبرته إلى تلفزيون فلسطين وعدد من الصحفيين والصحفيات الشباب ممن التحقوا في هذا المجال. وصار الصاحب يلتقي أبو زكي بين الفينة والأخرى ويتجاذبان أطراف الحديث حول شؤون وشجون المهنة كما انضم إلى شلة الصاحب زمن نادي الصحافة في بعض الجولات والزيارات لمؤسسات ومعالم فلسطينية تاريخية.

أسامة قطينة من الجيل الإعلامي المؤسس الذي رغم أنه سافر إلى الخارج  من أجل العمل وتحسين ظروف المعيشة إلا أنه  بقي مشدودا إلى مسقط رأسه ولم يبخل على بلده وقدسة عندما عاد إلى حضنها في محاولة للإسهام في تقديم هذه الخبرات الإعلامية وفي مجالات أخرى حين انضم لبعض الوقت إلى أسرة المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي وحاول ما وسعه تقديم ما يمكن.

قد يتراءى للبعض أن أبو زكي دقة قديمة في الصحافة ربما بسبب انفعاله الهادئ وحركته البطيئة إلا أنه في الحقيقة يملك رؤية غنية وطموحة وعصرية ولكن قلة الإمكانيات في الفترة التي انتدب فيها لإحداث نقلة نوعية كانت غير مواتية لأن جماعتنا كانوا وما زالوا في كثير من المواقع والمسارات من الذين يعتقدون أنه يمكن قلي البيض بظراط.. للأسف الشديد؟ لذلك تذهب خبرات أمثال أبو زكي أدراج الرياح.. وتبقى حالتنا  ينطبق عليها القول: .. مكانك سر؟

أسامة قطينة الذي درس الصحافة والآداب في جامعة القاهرة في وقت كانت الصحافة  مهنة من لا مهنة له وأطلق مع حنا سنيورة جريدة الفجر المقدسية أوائل سبعينات القرن الماضي، يشكل حالة إعلامية وخبرة لا يستهان بها في مجال الإعلام المرئي خاصة.. حالة مرت مرور السحاب دون أن يتم استثمارها كما يجب .. مما اضطرها للانزواء والاكتفاء من الغزو بالإياب.. فنحن بارعون جدا في تجسيد مقولة لا كرامة لنبي في وطنه!

أبو زكي.. كفاءة إعلامية فلسطينية أسهمت في بناء صروح الإعلام الخليجي في موقعها المتقدم لسنوات طويلة ولم تتح لها الفرصة الكافية والمناسبة لصب خبرتها في الفضاء الإعلامي الفلسطيني لظروف ومعطيات كثيرة يفضل عدم الخوض فيها لأن الضرب في الميت حرام؟

احترامنا لهذه الكفاءة الإعلامية الفلسطينية التي أثبتت أن أبناء شعبنا المغاوير كانوا رياديين في بناء مجتمعات عربية أوصلوها إلى ذرى عالية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى