نجمنا والقمر

شعر: سائد ابوعبيد | فلسطين

أُحِبُّ هُدوءَ انتظارِكِ
لا تُحدِثِي أيَّ صوتٍ إِذا كانَ لا بُدَّ لِيْ مِنْ سَفَرْ!
وإنْ شَدَّ حُزنُكِ أَقواسَهُ فاعبُرِينِي
بِلا ضَجَرٍ أَو نحيبٍ
كَأَنْ تَلمَسي جَبهَتي قُبْلةً
أَو رذاذًا خفيفًا كَهَذَا المَطَرْ
لَنَا حَارةُ اليَاسَمِينَةِ
فانتَصِبِي بَعدِ مَوتٍ وغَنِّي
وضُمِّي خَيَالاتِنَا
والصُّوَرْ
وشُدِّي وِثَاقَ الهَوى بَينَنَا يَا المَدِينَةُ
وارتَفِعِي عَبَقًا حَامِلًا مُنتَهَانَا
فَمَا سَقَطَ اليَاسَمِينُ
ولا غَابَ عَنَّا
زَهَا في نَدَىً للجُرُوحِ
انتَصَرْ
قَنَادِيلُنا في الأَزِقَّةِ مُسرَجَةٌ
كُلُّ بابٍ بِهِ نَأمَةٌ مِنْ يَديْنَا
نوافِذُكِ المُشْرَعاتُ تَهِيمُ بِنَا
مثلَ عَاشِقَةٍ للحَبيبِ
تَهِيمُ
تُطِيلُ النَّظَرْ
لنا أَعيُنٌ في نَواحِي المَدِينَةِ لمْ تنكسرْ بالفِراقِ
ولمْ تنحسرْ في دجىً
كانَ وسَّعَها للرُّؤى
في وثُوبٍ على ليلِهَا
نجمُنا والقَمَرْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى