الكتابة ليست كأي عمل
بقلم: عبد الغني المخلافي
قال لي أحد الأصدقاء الشعراء ذات يوم : ثوبك وجنسك الأدبي – قصيدة النثر – فرؤاك تنزع إلى الحداثة وسلوكك مجبول على التمرد.
وجدت في قصيدة النثر هويتي الإبداعية وإطار بوحي المرن وخصوصيتي في التعبير عن أفكاري ورؤيتي للحياة.
لولا سفري واطلاعي منذ وقت طويل على الحداثة في الشعر والأدب من خلال شبكة الإنترنت واحتكاكي بأصدقاء كتاب استطاعوا اكتشاف قدرتي الكتابية في قصيدة النثر ،
ربما لبقيت إلى يومنا هذا مراوحًا
في محاولة كتابة الأشكال التقليدية.
لا يمكن للذائقة أو للوعي الفني التطور ولا للمعرفة الاتساع دون الاطلاع والبحث عن الجديد والحديث في الفنون .
أحاول أن أرتقي بمستوى ما أكتبه
إلى درجة مرضية من الفن بعيدًا
عن التجنيس والتصنيف والمسميات.
…
لكي تكتب رواية جيدة تحتاج إلى ثقافة شاملة ومعرفة وتجارب حياتية متعددة، و إلى النفس الطويل والصبر،
والاحتشاد والتلون حسب الشخصيات ولعب الأدوار والتحدث بمنطق وحال محايد، والتوسع والارتفاع والانخفاض والبطء والتوقف عند أدق التفاصيل في السرد؛ والأهم من ذلك كله الحرفة الكتابية والخبرة والتحدي والرغبة النابعة من الشعور العميق .
فالأعمال الإبداعية العظيمة هي نتاج موهبة كبيرة وجهد عظيم وهمة سامقة وعرق مسفوك.
…
تجهيز مجموعة نصوص للنشر عمل متعب ومقلق ولن يفضي بك
إلى نتيجة مرضية.
بعدما دفعت بمجموعتي إلى النشر عدتُ أحتاج إلى التعديل والحذف وكنتُ إلى حد ما محظوظًا عندما تداركت ذلك.
فبعد انتهائي من ذلك الدور أبحثُ عن دور آخر ولا أدري من أي نص سأبدأ.
عاجز عن فهم الكتابة فكلما ذهبتُ إليها أجدني بذلك الخوف.
فالكتابة ليست كأي عمل إذا ما تقدمت فيه ازددت ثقة وجرأة .
خوفك من اقتحامها يجعلك عاجزًا عن خط حرف واحد.
عليك المحاولة وستجد بونًا واسعًا بين محاولتك الأولى و الأخيرة.