كُنْ باخرة

فايزة القادري | سوريا

بإمكان باخرة متينة الكيان، لها قلب قوي، شرايينه باهرة مؤطرة بحذر من فشل، أسواره عالية ، أن تستودع الله، وذاكرتها التي في القبو كل ما اعتادت عليه ، وأجمل وأسوأ العادات، وتمخر عباب الأيام ،ولا بأس من نظرة من نافذة فولاذية التشابك، لا تنسل منها فراشة على أغان تفند مقولة؛

أن الجبلين لا يلتقيان .

وعلى جرار الصباحات والمساءات تلمظ الصيام برد مائها ،

وعلى العيون المعلقة بخيوط لامعة ،وملصقات الابتسامات

على زنود البراءة والعفوية ،وألعاب التلميحات وكراتها الإسفنجية، وفائض العطر وقد سقط سهوا من مصافحة عميقة ،

تتصافح اللهجات من دون طائفية ،وتستميح الفصحى حين تتعانق بدون ولايتها .

حيث هناك أشبه بمعرض مدرسي، أو ملهى لأطفال .

 

كن باخرة

وكل ما يمكن أن تعتاد عليه أكرم مثواه،

وغلفه بورق جريدة ثرثارة ،أو قطعة شاش أو قطن تنفي إمكانية نزف ما .

ثم كسر كاسات العبودية لها ،وارم المكسرات عند الباب

كي لا تعود.

وأكثر ما يجب عليك فعله هو تكتيف الحنان وربطه بعمود .

ولا بأس أن تطعمه وتسقيه كي لا يفنى .

ولا تمسه بيديك فإنه عزيز قوم .

مابها سياسة كم الأفواه ؟

تنفع حيث لا مهرب من تسلل صوته من مسامات الجدران .

و خل القرب همزة قطع وخل البعد همزة وصل.

 

الأيام يا عزيزي

ليست أما لتطعم عصافير الضجر فتات الحنين حتى الأنين .

لا تتعود على الأنين فإنه رفيق سوء،

يضع الملح في قهوتك والسكر في عصير وجعك.

كن اعتياديا تغنم.

فعل الشرط وجوابه .. كن .

لا تخطئ بحق الوقار ..جدك الكبير السن

وقبل يديه ليل نهار ،بره ..

إنه ضمانك الوحيد إلى بر الوداعة ..

وحيي الفزاعة التي في مروجك ..

فإنها ترد السلام،

اثن عليها حتى لا تسمح بتغريد الانتظار .

وجوه مكعب الجنون الذي تديره طوال الوقت ليتوحد اللون

دعه جانبا .

دع التسالي لا تتعود عليها .

دع النوم آمنا ولا تعوده على تقطيع بحوره لتكتب قصيدة .

النوم والشوق عدوان، صديقان يتنافسان على هدر دمك ..

 تعود على النوم فهو مصحة الشفاء .

وكن حيث الطفولة، لا حزن يخطط مدنها ..

هي أمداء واسعة ..

عد إليها ..حيث لديها أية دمية, حتى من حجر

تردم حفرة الوقت ..

فلا تسقط في حفرة

حفرتها لحبيب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى