سياسة

من الحجارة إلى الصاروخ

بقلم: سعيد سهيل المعشني

صواريخ حماس ذات المدى ٢٥٠ كم بإمكانها أن تتطور إلى أبعد مدى للصواريخ، لأنهم وجدوا سر صناعة الصاروخ الذي تتحكم بمداه وقوة تفجيره ودقة تصويبه. وانظر إلى جمال لباس وحركة ونظام وشجاعة ويقين الجنود الذين يطلقون الصواريخ، كأن حركتهم حركة رجل واحد ذو قلب واحد. ومثل هذا الجندي لا يُهزم، فكيف به وهو يتلقى قوته من رب السماء؟

انظر إلى عبقرية حجم منصات الصواريخ وحجم الصواريخ ذات خفة الحجم الذي يتناسب مع الموقف والمعركة، وروعة جمالها، وسهوله الحركة وسرعة الانطلاق، وقوة التدمير، وكثرة العدد اللامتناهي… والعقـل الذي صنع هذا لا يمكن ايقافه بعد اليوم فهو في قوة ونمو متصاعد مخيف .

وعبر التاريخ المقاومات لم تستخدم أية حركة مقاومة مثل هذه المنصات وهذا التطور التكنولوجي العظيم، إنها صواريخ المؤمن الواثق بربه، فالصاروخ يمتطي صهوة جواد منصته وينطلق إلى حلبه المعركة بزر من فارسه الذي يقف بجانبه، فأصبح الحصان هو الذي ينطلق إلى اجواء وساحة المعركة والفارس يقف في مكانه ويحركه برمش عينه. ومثل هذا الفارس وهذا الجواد لايمكن هزيمته أو إيقافه، لأنه عرف سر التكنولوجيا الذي يستخدمه عدوه.

في الجانب الآخر من الصراع نسمع عن قوة صناعة الكيان الصهيوني لأسلحته، ولكن العالم يرى عكس هذه الكذبه: الطائرة أمريكية والقنابل أمريكية  والدبابة امريكية  والجيب أمريكي والشفر أمريكي والفورد الأمريكي والجمس الأمريكي
والبندقية أمريكية والرصاص أمريكية والصواريخ أمريكية وكاسحة الألغام أمريكية والمخطط أمريكي والحليف امريكي أوروبي والهليكوبتر الفرنسية والأمريكية والبريطاني والسفينة الأمريكية والغربية والسائق، صهيوني ذو جنسية مشتركة (اسرائيلي + ……. ) ، فأما إذا انتصر كان صهيوني الجنسية وإذا قتل أو أُسر كان على الجنسية الأخرى!

انظر الى الطائرات المسيرة، أقوى الدول العالمية لا تمتلك إلى اللحظة أية طائرة مسيرة، واستطاعت عبقرية المقاومة أن تصنع أسرابا من الطائرات المسيرة، التي سيكبر حجمها وسرعتها وقوة تدمير قنابلها ودقة التحكم بمسارها.. وهذا يعني أنه ستتشكل أسراب تطلق بالتحكم عن بعد على تل أبيب ومطارات الكيان، وحاملات طائرات حلفاء الكيان، وتدمر في لمح البصر دون أن تفقد فلسطين جندياً واحدا أو تراق قطرة دم واحدة، بل وستتعلم هذه التقانة للدول العربية والإسلامية، لتشكل قوة عظيمة من الطائرات المسيرة التي لا تُقهر. والأمم التي لا تمتلك عقول تصنيع أسلحتها، لا تمتلك أسباب نصرها.

ومن يمتلك هذه التقانة هيهات أن يهزم وهيهات أن تعود به الأيام إلى العصر الحجري، فعندما تعرف سر الصناعة فأنت تتقنها وتورثها للأجيال القادمة جيلاً بعد جيل. انظر إلى صواريخ مضادات الدروع التي صنعتها المقاومة بعقولها وعبقرياتها الجبارة، وباستطاعة الجندي الواحد أن يحمل عددا منها على ظهرة، والدبابة إنما هي صفيح متحرك غبي، وصاروخ واحد يطلق على إحدى ساقيها يوقفها عن الحركة الابدية، وقنبلة يدويه صغيرة تلقى في فتحة خروج الجندي تنهي حياتها التي كلفت في بعضها ستة ملايين دولار .وهذا يعطي المعادلة التالية:
٣ صواريخ تعني تدمير ٣ دبابات، ومائة صاروخ = تدمير ١٠٠ دبابه، وقس على ذلك.

انظر إلى صواريخ مضادات الطائرات، التي لم تستطع بعد تدمير طائرات إف ٣٥ وإف ١٦ الأمريكية الصنع، التي تعتبر القوة التدميرية الأولى للعدو والتي تدمر في كل جزء من الثانية جزءاً من غزه، وتزهق الأرواح دون أن تسقط منها طائرة واحدة حتى اللحظة، والكيان بدون سلاح الطائرات ستشل حركته ٩٠ ٪؜ من قوته، ومتى ما اخترعت المقاومة الصاروخ الذي يسقط أسرع طائرة في الجو فقد امتلكت زمام القوة والسيطرة بلاحدود، وهذا يُعمل عليه ليل نهار، وسنراه في القريب العاجل بإذن الله .

ومن أقوى أسلحة المقاومة هي ذاك المسلم المؤمن المحسن المجاهد الذي يحمل كتاب الله في صدره، وتراب القدس في دمه، وحب الأقصى في كيانه، وهواء فلسطين في رئته، فهو يقاتل من أجل الشهادة وعدوه يقاتل من أجل الحياه. ومن يطلب الموت توهب له الحياة، ومن قاتل من أجل حقوقه يوهب له النصر. ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فيمكن الله له في الحياة الدنيا والأخرى.ومآل كل مقاوم للطغيان هو المجد والانتصار، وعدوه الهزيمة والاندحار .

والله إن زوال إسرائيل من تراب القدس، لهو يقين اليقين، لأنها تحمل في كيان تأسيسها منذ ١٩٤٨، وعقيدتها الإجرامية، أسلحة دمارها . أتعرف ما هو أهم عنصر في سقوط الكيان الصهوني؟ إنه موقعه الجغرافي الذي يحيط به كل اعدائه، إنه صغير المساحة، وبعدد من القنابل التي سقطت على قطاع غزة يزول الكيان الصهيوني للأبد، ويُجتث الورم السرطاني المزروع في جسد الأمة للابد .و{إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)} هود .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى