أين نحن من مجتمع كليلة ودمنة؟

سمير حماد | سوريا

  يكثر حديث الكتاب والفنانين في هذه الأيام عن المقارنة بين مجتمع كليلة ودمنة، والمجتمع البشري ؟  أليس هذا انعكاسا للواقع؟

 لقد أصبح مجتمع الحيوان أكثر رأفة ببني جنسه  من البشر …. فيكتب أحدهم عن صراع بين  أسدين, دفاعاً عن غزال  رضيع.

ويكتب آخر عن احتضان نمر, لقرد وليد ومداعبته ودغدغته كي ينسيه فقدان أمه، ويرسم آخر  لوحة, وهي عبارة عن قط يضغط على صدر قط آخر كي يعيد النبض إلى قلبه.

وآخر يرسم لوحة, تظهر قطّين يسحبان قطا ثالثا صدمته سيارة, حتى لاتسحقه عجلاتها …. هل رسمت هذه اللوحات, وكتبت تلك الإبداعات التي تستنطق الحيوان بدل الإنسان إلا لتوفر على المبدعين, سواطير التكفير, وأقبية الاستبداد؟

 ألم يصبح الحيوان الأعجم, كما يقول أحد الكتاب, أكثر رأفة من الإنسان؟

 أليس من الواجب أن نعتذر من الحيوان الذي الصقنا به شتى صنوف التوحش والعنف بعد أن كشر الإنسان عن أنيابه في وجه أخيه الإنسان؟       

أليس من الواجب أن  نأخذ الحكمة من أفواه الحيوانات بدل المجانين من البشر؟

أليست الصفات التي ألصقناها بالحيوان من وحشية وعنف, تليق بنا أكثر؟   

هل كان الحيوان  يقتل إلا جوعا أو خوفا ودفاعا عن النفس؟  فتّشوا عن الأسباب التي يدّعيها البشر لارتكاب القتل ……واحكموا  على جنونهم..

  يا لهذا الإنسان الظلاميّ الذي, ما إن يرى السكين أو الساطور حتى يتذكر رقبة أخيه فيسارع إلى قطعها .. كيف دخلنا الألفية الثالثة مدججين بكل هذه الكراهية وهذا الحقد؟

 أليس الخروف الذي يرى رجالا ملثمين يذبحون رجالا أبرياء ويلقونهم في الماء أحق بالنطق من هذه الكائنات التي يجري في عروقها  السمّ   بدل الدم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى