‏لا وقت

سميح محسن | فلسطين

لا يملكُ الشهداءُ وقتاً يكتبونَ به الوصايا
لم يأبهوا فيما ستحملُه المراثي من مديح،
لم يجرؤوا، رغمَ البطولةِ، أن ينظروا في عينِ أمٍّ
سوفَ تبكي حسرةً فيما سيأتي من فصول،
لم يَعْنِهمْ ماذا نردّدُ من هتافاتٍ تمجِّدُهُم،
وهم يتسابقونَ إلى الصعودِ إلى السماءِ
ويتركونَ وراءهَم أحلامَهم من غيرِ سوء،
لا تمسحوا أسماءَهم من دفترٍ رسميّ
وإنْ فعلوا، فلا تلغوا صداقتَهم
بل احتفظوا بأرقامِ الهواتِفِ
علّهُم يتذكرونَ سماعَ أصواتٍ
سيشتاقونَها يوماً، لِتُؤنِسَهم بِوِحدَتِهم،
لقد صعدوا باجنحةٍ من الأنوارِ
والأنوارُ بوصلةٌ تضيءُ طريقَنا نحو الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى