لا ملاجئَ في جنّتنا الوطنيّة

‏تركي عامر‏ | فلسطين

درجةُ الحرارة
لئيمةٌ جدًّا في النّهار؛
صورةٌ مصغّرة
عن جهنّمَ المفروزة
محميّةً للكفّارِ والمرتدّين.
لا كهرباء
لتشغيلِ المكيّفِ النّائم
في متجرٍ لا يتعامل
مع الفقراء.
ينتظرونَ اللّيل
ليبرّدَ لهم وقتًا هاربًا
من عقاربِ السّاعة.
لا وقتَ لمتابعةِ ما يدور
في العالمِ النائم
ملءَ جفونِه
عن شواردِهِم
ومشرّديهِم.
يغرقونَ في نومٍ عامل
لحسابِ وكالةِ الأحلامِ المركزيّة.
طائراتٌ حربيّة
تدبُّ الرّعبَ في قلوبِهم.
يستيقظُون.
يهرولونَ إلى الملاجئ.
يتذكّرون:
لا ملاجئَ في جنّتنا الوطنيّة.
يعودونَ إلى بيوتِهم
ليموتوا سالمين.
مراسلةٌ حربيّة
من قناةٍ تجاريّة
تخافُ ركوبَ الطّائرة،
تحمدُ اللهَ أنَّ الحربَ في الجوار.
تذهبُ إليها
على متنِ سيّارةٍ مكيّفة
يقودُها مخرجٌ شابّ
يريدُ أن يصيرَ شاعرًا،
يدندن “بالمليان”:
الأوطانُ الّتي لا تعطيكَ الأمان،
لا تستحقُّ الموتَ من أجلِها..
ولو كانَ حاكمُها إمامَ الزّمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى