سوالف حريم.. ” سبع البرمبة “

حلوة زحايكة | فلسطين

أعرف امرأة زوجها مثل “سبع البرمبة” كما يقول إخواننا المصريّون، يدخل بيته ويخرج منه وكأنّ البيت خالٍ من النّاس، فلا زوجته ولا أولاده يستطيعون الحديث إلا همسا خوفا من أن يسمعهم، فيقيم الدّنيا على رؤوسهم ولن يقعدها، متعكّر المزاج دائما، حتى والدته لا تنجو من شروره، فيصفونه بالعصبيّ منذ طفولته، فلا يجرؤ أحد على محاورته أو ردعه عن خطأ، علما أنّ الرّجال الذين يعرفونه يقولون بأنه لا يقوى على رفع رأسه أمام الآخرين، فهل هو يسقط ضعف شخصيّته على زوجته وأولاده؟ وممّا جاء في التّراث” أنّ رجلا جبانا، كان شديد القسوة على زوجته وأبنائه، فيضربهم بسبب ودون سبب، ودائما يتحدّث لهم عن صولاته وجولاته، وكأنّه فارس لا يُشقّ له غبار، وذات يوم عادت زوجته من زيارة لأهلها، فوجدته في البيت مرعوبا من شدّة الخوف، ولمّا سألته عمّا به، حمد الله كثيرا لأنّها لم تكن هي والأطفال في البيت، وإلا لافترسهم حيوان عجيب غريب، لكنّه استطاع أن يقتله، فتساءلت الزّوجة عن ماهيّة هذا الحيوان، فبلادهم لا يوجد فيها حيوانات مفترسة؟ فأخذ زوجها يصف لها ذلك الحيوان قائلا:” دخل البيت مْشَتَّلْ وَمْفَتَّلْ ويبرم شاربيه، دخل كالسّهم، نظر إليّ يريد أن يفترسني، فتحاملت عليه وقتلته، فسألته زوجته عن

المكان الذي ألقاه فيه، فقادها ليريها إيّاه ولتساعده في حفر قبر له لدفنه، فخرجت زوجته معه مستغربة، ولمّا رأت “الحيوان الذّبيح” وإذ به فأر، فشاطت غضبا، وبصقت في وجه زوجها وهي تقول: “غبّايه تغبّيك وتغبّي اليوم اللي شفتك فيه”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى