فنون

١٠٠ سنة غُنا على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية

يدندن الطَّرب المصري الأصيل، بأصوات مصرية خالصة، علي الحجار ومعه الاصوات المصرية الشابة وغيرهم من مطربين ومطربات.

محمد السعداوي| كاتب وناشر مصري

الرئيس التنفيذي لمكتبة بيروت
مشروع 100 سنة غنا يرصد تاريخ الموسيقى والغناء العربى وتطوره خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وأهم الموسيقيين والمطربين خلال تلك الفترة ويجمع الغناء مع الدراما والاستعراض ويهدف إلى تأكيد ريادة مصر الفنية في مجال الموسيقى والغناء وتعريف الأجيال الجديدة بالتراث الموسيقى العربى -المصري- والتعبير عنه في مختلف الفترات الزمنية من خلال الموسيقى والغناء.
تلك الاحتفالية الكبيرة التى انطلقت فكرتها منذ أشهر وأعلنها على الحجار، وما أدراك من هو علي الحجار، المطرب الوحيد الحاصل على جائزة السلطان قابوس للثقافة والآداب والفنون، على الحجار فنان يمتلك الفكر والرؤية والموقف بالإضافة إلى الرغبة في التميز والتجديد انطلاقـاً من الحفاظ على هوية الموسيقى والتراث…. على الحجار حقق طفرة في مبيعات الكاسيت أوائل الثمانينات – فقد بيع لة من البوم اعذريني أربع ملايين نسخة- لم يحد عن الدرب ومازال يشجينا و يمتعنا كما أمتعنا من قبل.
إن تلك الإحتفالية وما شابهها تمثل الهوية الثقافية المصرية، وتبرز الدور الريادي لمصر في الطرب والمغنى، عبر التاريخ وحتى اليوم، فتعتبر مثلا سلطانة الطرب منيرة المهدية أول سيدة تقف على خشبة المسرح في مصر والوطن العربي، وأول مغنية عربية سُجل لها إسطوانات موسيقية، كما كان لعبده الحامولي وسلامة حجازي دور ريادي في وضع أسس الموسيقى العربية في العصر الحديث، تلاهم سلامه حجازي وسيد درويش صاحب اللون الغنائي المميز الذي كان يخاطب طبقة العمال والبسطاء من الناس مروراً بموسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب…شخصية الحفل الأول من ١٠٠ سنة غنا….ولو أننا عددنا الأوائل منهم فهم كُثر، تلاهم أجيال إستمرت في الريادة حتى اليوم.
كانت مصر ولا تزال قبلة كل مطرب أو فنان عربي، أراد التميز والنجاح، والوصول الى كل بيت عربي، فالنجاح لا يكتمل إلا إذا اِعتلى المطرب -أيا كانت هويته-المسارح المصرية، وظهر عبر نافذتها الاعلامية، وكتبت ونشرت عنه جرائدها وقنواتها، ودائما مصر تحتضن أبناء العروبة ولا تميز بينهم أو حتى بين أبنائها، فقد إحتضنت مصر أنطوان الشوا وسامي الشوا ثم أسمهان وفريد الاطرش وصباح وودة الجزائرية وكاظم الساهر وحسين الجاسمي ونبيل شعيل …وغيرهم كُثر غنوا في مصر أو لمصر أو باللهجة المصرية، وأشهرهم فيروز التى غنت “مصر عادت شمسك الذهب”، وفنان العرب محمد عبدة الذي غنى في كتير من الاحتفالات للإذاعة والتلفزيون المصري.
ومازالت مصر تفتح ذراعيها لكل مطرب أو فنان عربي يتعلم في مدارسها الفنية المختلفة، إن الزيارة الحالية لمعالي تركي آل شيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، وحديثة عن الفن المصري ودوره الريادي، وإصرار معاليه على زيارة دار الاوبرا المصرية، والوقوف على ما تقدمه ليس فقط من طرب وفن ولكن ليشاهد مابها من نظام وتكنولوجيا في الإضاءة والصوت وغيرها، لهو خير دليل على أن مصر مازالت قبلة يفد اليها كل من اراد الاستزادة في عالمنا العربي.
لتبقي مصر دائما الرائد والقائد على مر الزمان، بالفن والطرب الأصيل في ١٠٠ سنة غُنا. مصر تغني وتطرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى