على قيثارةِ الغروب
شعر: بديع صقور | سوريا
سحابة حبّ
في الغياب حسرةٌ
بُعدُكِ وجع
فوقَ مياهِ نهرِ الحبّ
تتهادى زوارقُ الأيام .
*** ***
الأغنية صارت سحابة
مركبةُ الروح أرْختْ جدائلها
ندى العذوبة بلسمُ الجراح
ثغرك نبعٌ رقراق..
على حافةِ النبعِ حطّ طائرُ الحبّ..
على حافة النبعِ تفتّحتْ ورودُ الشفاه.
*** ***
يصطفيك الفجرُ زهرةً بين الضلوع
أحملُك في حضنٍ من زنابق
الينابيعِ الثرَّة..
شفاهُ المزنِ على وشكِ الذبول.
*** ***
كلّما استيقظتْ عصافيرُ الغابة
تصدحُ قيثارةُ الفجر..
كلّما استيقظتْ زغاليلُ روحي،
أُرخي العنان لشراع زورقي الذي بلون السماء..
كلّما غنّتْ عصافيرُ الحقول..
معاً نغنّي ..
معاً نرقص..
معاً نطير ..
ومعاً نحطُّ في كروم الريح..
قريباً من حدود الغيم،
كلّما هبطْنا في كروم الريح
أعبي سلتي من ثمارِها الناضِجة.
فوق مصطبةِ القمر
صعدَ سلالمَ الليل
هناكَ .. فوق مصطبةِ القمر
شاهدها تغزلُ ثوباً أبيض بلون فضّة القمر.
هناك ..عندما التقتْ عيناهما
تركتْ مغزلَ الريح ..
شبكتْ يدهَا بيده، وراحا
يتنزهان في شوارع القمر المقفرة..
هناك، فوق تخومِ القمر العالية،
ضاعا بين أزقة النجوم.
وقت تؤوب المراكب
مِزقٌ من أنين ..
مِزقٌ من ذكريات..
الفرحُ مساءاتٌ معتمة وباردة…
مرافيءُ الحبّ أبعد من المجرّة..
البحرُ زهرةٌ !
وقت تؤوب المراكب
سنقْطفُها معاً.
لا .. لا تنتظرْ
لا تنتظرْ أنْ تغرّد الحساسينُ في حديقة بيتك،
بعد أنْ أحرقوا الغاباتِ وحقولَ الزرع،
والسنابلَ، وأعشاشَ الطيور ..
لا.. لا تنتظرْ.
لا تنتظرْ من سفنِ القراصنةِ المدجّجة
بالأسلحة الفتاكةِ أنْ تُطلقَ في عيدِ
ميلادِك الثاني والسبعين،إحدى وعشرينَ طلقةَ مدفع،
ابتهاجاً بيوم قدومك إلى هذه الحياة.
لا …لا تنتظرْ..
لا تنتظرْ من أبناءِ الغاباتِ أنْ يقدموا لحفيديك،
ولأطفالِ العالمِ أثواباً مطرّزةً بالنجوم،
وهدايا “بابا نويل ” الزاهية الألوان !
لا …لا تنتظرْ..
إذا ماتتِ السيوف ..
” هل يموتُ ساكنُ السّهوب ..
إذا ماتتِ السيوف؟”
هل يموتٌ سيّافو الزهور؟
زهوةُ الموت
الأستاذ الجامعي فؤاد عندما كانوا يُهيلون التراب
على جثمان الشهيد عدنان ،
في السنة الأولى للحرب، قال :
زهوةُ الموت أن تموتَ شهيداً ..
” الذهاب في عربةٍ إلى الموت ، أيُّ زهْوٍ يكون ” ؟!.
الأستاذ حافظ ، قال :
– هم السابقون ونحن اللاحقون .
والد الشهيد ، قال :
– المعزون الكرام ..عظم الله أجركم .
على قبر نجم
بينما كان يتأهب لوضع زهرة على قبر نجمٍ
قضى في الحرب ..
لفحتْهُ ريحٌ ساخنةٌ ..
تلفّتَ صوبَ الجبل فشاهد
حقلةَ زيتونهِ الصغيرة، والوحيدة، تحترق..
شخَصَ ببصرهِ إلى السماء:
– من اللهب تجيءُ الريحُ الساخنة
من الحرب تجيءُ الحرائق..
من الحربِ يجيءُ الموت.