أدب

يا ثاني اثنين.. تخميسة شعرية بين دبلوماسيٍّ وقاضٍ من آل المسيب

الشيخ القاضي عبدالله بن راشد السيابي والشيخ الدبلوماسيّ هلال بن سالم السيابيّ

خاص| عالم الثقافة

أرسل الشيخ القاضي عبدالله بن راشد السيابيّ إلى الدبلوماسيّ السابق هلال بن سالم السيابيّ تخميسه على البيت التالي:

{يا ثاني اثنين، هل في الغار متسع
لواحد لم يجد في الأرض متسعا}

فأُعْجِبَ الشيخ هلال بالبيت والتخميس، فقال مُضمنا للبيت:

ضاقَ المدى عن مرامي بعدَما اتٌَسعا
فَمن لقَلبٍ يرى عرض الفضا لُمَعا

***

قد هدٌَه الوجدُ مذ شطٌَ المزارُ به
حتى غدا من تباريحِ الجوى قِطَعا

***

يواصلُ اللٌيلَ عمرَاللهِ آهتَه
وينثني من هواه مُدنَفَاً فَزِعا

***

كأنٌَما النارُ في اضلاعِه اضطَرمَت
فلم تدَع منه – إلاٌَ بالهوى – مِزَعا

***

وهكذا الحبٌُ إن يلمُمْ بذي مقةٍ
أراه مالم يكن قد ظنٌَ أو سَمِعا

***

فمن لجَنبِيَ أن يَقوى لوطأتِه
ولو رمى جبلاً تالله لانصدعا

***

يا للهوى كم أذل الوجد ذي عُزُمٍ
ممن رنا نحوَه ، أو فيهِ قد طَمعا

***

وكيف بالحبٌّ أن يحيَ الفؤادُ به
ونصلُ خنجرِه في خافِقي رَتَعا

***

ومن سَقاهُ الهوى ضاقَ الفضاءُ به
وضاقتِ الأرضُ والسٌبعُ الطباقُ معا

***

أجل عرفت الهوى كأساً مٌعَربدةً
فلا تَسلني ، وسَل بِي الهَمٌَ والجَزَعا

***

وسل بيَ الليل ، كم أطوي دُجُنٌَتَه
على شُواظٍ، وكم أحدوه مُندفعا

***

وأرقبُ الفجرَ أن تبدو أشعٌَتُه
فيبعدُ الفجرُ عن عَينيٌَ مُنصدعا

***

يا ليتَ شعريَ ، لو أنٌَ الهوى بِيَدِي
لكنتُ صرٌَفته بينَ الورى شِيَعا

***

ليلمس الناسُ ما بالحبٌّ من شرفٍ
وإن بدا بلهيبِ النارِ مضطلِعا

***

للهِ قلبيَ كم تهمي مدامعُه
وكم بلذٌّته تَستَحسِنُ الوًجَعا

***

وكم أزلزِلُ من قلبي تَزلزُلَه
عَلٌّي أرى الغيمَ عن لألائهِ انقَشَعا

***

وفي الطٌَريقِ ، وفي لأوائِها حجبُُ
منيعة، وأشدٌُ الحجب ما امتَنَعا

***

فماعرفتُ منَ الأيامِ عارفةً
تشفي الغليلَ، ولا وسواسُها انقَطعا

***

ولا أزالُ نجيٌَ الهَمٌّ من ولَعِي
وإن سموتُ على أهلِ الهوى ولَعَا

***

فقد عَلِقتُ بحبلٍ غيرِ منفصمٍ
بمن سَما عن جميعِ الخَلقِ وارتفعا

***

لعلٌَ إلمامةً مِن يُمنِ مطلِعه
تُهدي لقلبيَ منه اليُمنَ والورَعا

***

أدعوه عبرَ مناجاتي ، و قد عَجِزِت
نفسي، وضاق بخطبي الحال وانصدعا

***

يا ثاني اثنين هل في الغار متسع
لواحد لم يجد في الأرض متسعا”

15 ذو القعدة ١٤٤٥ هـ 23 من مايو ٢٠٢٤ م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى