(سليل حُفاة)…

هُنَا ..
في هَذهِ النُدبة المَنسيّة مِنَ الحياة
في ” الدّجيلي ” تحديداً وُلدتُ

تلك القرية الّتي تَعجزُ مَجاهِرُ العَالَم عن إيجَادها
من صُلبِ فَلّاحٍ
في لحظةِ جُنُونٍ قَرّرَ ابتِكاري
مثل أيّ ثَورٍ يُسَاعدهُ في الحقل،
لم يتأخّر كثيراً
حِينَ أمعنَ النّظرَ بِشَجرةِ القبيلة واختارَ اسمي .
عند الفُقَراء تَحديداً
يَكونُ الإرثُ حتّى في الأسماء !!.
عشنَا ثَلاثة أُخوَة وَحذاء !!
نعم حذاء ..
هُوَ القَاسمُ المُشترك بينَنَا بعد غريزة الأخوّة
يَتنَاوبنَا بِالذّهابِ إلى المدرسة !
أو عند الاعيَاد !
تَعَلّمنا منهُ أن لا نَركلَ أحداً
عكس الوطن الّذي أرسَلَنا للحرُوب حُفاة !!
وأنتِ ؟ ..

****

الاسم ” سيلفيا “
إيطاليةُ الجَنُوب
هذه مَدينَتي ” رافيلو “
مَدينةٌ تَعشَقُها الشّمسُ والبحرُ
قالَ عَنها ” آندريه جيد “
إنّها أقرب الى السماء من الارض ..

الساحلُ هُنا :
هئ أنت!
أغمِضْ عَينيكَ وأنتَ تَنظُرُ إلى بنات بلدتي .

***
لا يهُمني .. ما شدّني إليهنّ أنّهُن أيضاً حافيات !!
أنا أحنُ فقط ..
إنّ العرقَ دَسّاس .

***
الساحلُ يُشبهُ خَصري هذا ،
كذلك الجبال .
يتساءلُ الشرقيُ الشبيه بكبسُولةِ ” الفياغرا ” : الجبال ؟ !
هل ترتقَونها حفاة ؟
***
تأخُذُني من يدي :
البحر هناك ..
أزرق كـ عَينيّ هاتين
بضعُ خُطُواتٍ ونَصِلُ السرير
الّذي طالما يكون نهاية أحاديثنا.

أُنظُر إلى سيقاني
انها تَحنُّ إلى الماء كثيرا
والعطش يراودني وقِرْبَتُك زمزم .

آهْ ..
ياكبسولتي المفضلة
منذُ البَارحة وأنا أتقنُ فن الصُراخ.
انا الّتي لم تؤذِ خصلةَ شعرها !
كيف قستْ أسنانها على عنقك ؟
أنت ياعدوةَ التوحُش
كيف صيرتني الى لبوة انتظار؟
لا تخجل أيها الشبيه بتلك الزرقاء
دع عنك الخريطة
فلا حدودَ تفصلُنا الآن.

***
بتلعثم أُجيبُ :
لستُ خجولاً..
انما نسيتُ حذائي عند الباب
كما نسيتُ أن اقولَ لكِ
أنكِ جميلة
بل كم هو جميل
بلدك الذي على شكل حذاء !!.