بنت الجيران

علي الخفاجي | العراق

كانت لدينا جارةً وَ كأنها
وردٌ يحاكيَّ أرضنا بسنائهِ
ُغصنٌ يراقصُ َحينا لو أقبلت
َيهفو الشباب و شيبهِ لرضائهِ
وَالكلُ ينظرُ باهتاً ِمن ِسحرها
وَكأن َبدراً مقبلٌ ِبضيائهِ
الكلُ َينتظرُ الرِهان تحدياً
من ذا يلاطفُ سوسناً ببهائهِ
وأنا أُراقبُ ُصحبتي و جدالهمْ
مثل الثعالب مكمناً بدهائهِ
و أُراقب النجم البهي تثاقلاً
وأرى عيوني سافرتْ بفضائهِ
وبداخلي قلبي ُيعصّرهُ الهوىٰ
لما رأيتُ البدرَ بين سمائهِ
كم مرةً فكرتُ في بوحٍ لها
مضتِ الليالي هائماً للقائهِ
حتىٰ إذا حانت سويعة ملتقىٰ
فيخونني التعبير في إملائهِ
وألوم نفسي من جديدٍ مثلما
طفلٌ يريدُ المبتغىٰ ببكائهِ
فتقولُ نفسي علها َستصدني
وَ أُغصُ في قلبي وفي أهوائهِ
ظل الزمان على حرارةِ لاعجٍ
متقلبٌ مثل الشوَى ببلائه
فمتىٰ سيأتي و قتها و أقولها
إني أتوق إلى نغيمِ غنائهِ
فجمعت ما قد هامني من قوةٍ
وبقيت أرقبُ بدرنا و لقائهِ
حتى تجلت مثل وردٍ مزهرٍ
فلحقتها و دنوت من أهوائهِ
رفقاً على قلبي و قد أتعبتهِ
رفقاً بقلبٍ هائمٍ بشقائهِ
فتبسمت وكأن شمساً أشرقت
و الخدُ منها مورداً بنقائهِ
قالت َشعرتُ بنارِ حبك خالصاً
و بقيت أنتظرُ اللقا و نمائهِ
أحسستُ حبكَ من زمانٍ يرتمي
حولي كدورةِ حارسٍ ببقائهِ
فالبابُ مفتوحاً إليكَ حليلةً
إني رضيتُ بعشقنا و صفائهِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى