اطلب كل شيء إلا!
د. أحمد الطباخ
ظل المسلمون قبل هذا الزمن الرديء أقوياء في غير ضعف أعزة في غير مذلة لا يهابون الموت وقد وضعوا الدنيا تحت أرجلهم رحماء فيما بينهم يخشاهم عدوهم مهما كان وفي أي مكان كان وذلك لقوة إيمانهم وثقتهم في ربهم واعتمادهم عليه سبحانه وتعالى الذي نفذت إرادتهم وعظمت حكمته ولذلك قدموا للبشرية حضارة سادت العالم وهذا الموقف من هذا الخليفة الذي صورته الدراما المزيفة والتاريخ المشوه أنه كان زير نساء يقضي ليله بين الجواري وهو الذي كان يغزو عاما في سبيل الله ويحج بيت الله عاما ووصلت صناعة السيوف عامة والصناعة الحربية شأوا عظيماوعندما قدّم رسول “ملك الهند” هدايا للخليفة العباسي (هارون الرشيد) ، وكان من بين الهدايا أربعة سيوف هندية قوية !!
فرحَّب به “هارون الرشيد” وقبل هديته، ثم دعا بأحد سيوفه وهو سيف عمرو بن معد يكرب واسمه (الصمصامة) !!
فوضع السيوف الهندية الأربعة مجتمعة، وضربها بسيفه فقطعها جميعها !
فدُهش الهندي وتعجب من هذه الصناعة القوية للسيف !!
حيث إنه كان من المعروف أن السيوف الهندية هي أقوى السيوف على الإطلاق !!
فسأله “الرشيد” أن يطلب مايشاء؛ كفاءً لهديته، فقال الهندي: “لا أريد سوى هذا السيف الذي معك !!”
فأبى الخليفة، وقال: “اطلب كل شيء إلا السلاح، فقد نهانا نبينا أن نقدم سلاحنا لغير المسلمين !!” العقد الفريد لابن عبدربه
الله أكبر هكذا كان استعراض قوة المسلمين للعدو؛ لكي يخاف ويقيم وزناً واعتباراً للمسلمين ويرهبهم !!
ما أحوجنا إلى استدعاء واستلهام هذا التاريخ لأمتنا التي فقدت الثقة في قوتها عند وحدتها وتوحدها على كلمة سواء ومعرفة عدوها الذي يتربص بها ولن ينهي عداوته لها إلا بالقضاء على كل مقومات القوة الذاتية فيها والتي تستمدها من قيم دينها وتفرد ثقافتها