أخبار

فعاليات يوم اللغة العربية في “إثراء” تجذب أكثر من ٢٠ الف زائر

تدشين كتاب "الأمثال العربية لجيل الألفية"

بدوي طه | القاهرة 

جمع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، نخبة من المثقفين والأدباء احتفاءً باليوم العالمي للغة العربية على مدى أربعة أيام، ناقشوا حال اللغة العربية وأثر أدب الرسائل عليها ضمن جلسات حوارية حظيتا بتفاعل جماهيري كبير منها جلسة بعنوان: (في ظلال البريد: تأملات في رسائل الأدباء) وأخرى لمناقشة كتاب (الأمثال العربية لجيل الألفية) الذي أصدره مركز إثراء احتفاءً بهذا اليوم العالمي، الذي جذب أكثر من 20 ألف زائر استمتعوا بالفعاليات التي نظمها طيلة مدة الاحتفاء.
وخلال الجلسة التي أقيمت مساء يوم الأربعاء والتي أدارها رئيس اللجنة الاستشارية لمجلة القافلة المهندس فؤاد الذرمان في مكتبة إثراء، ناقش الحضور أهمية كتاب “الأمثال العربية لجيل الألفية” بعد أن تم تدشينه من قبل رئيس مكتبة إثراء عبدالله الحواس وجمع من المهتمين، واستهل الحواس الجلسة بكلمة قائلًا “في عام 2020 أصدارنا كتاب “المعلقات لجيل الألفية” وتابعنا طرح كل ما هو مثري من خلال ترجمته إلى 6 لغات، واستكملنا طريقنا بمشروع رائد جديد وهو كتاب الأمثال الموجهة لجيل الألفية باللغتين العربية والإنجليزية”.
الأمثال مستندات تتحدى الزمن
فيما تناول دفة الحديث المهندس فؤاد الذرمان الذي أكد على أهمية الكتاب لجيل الألفية وأثر ترجمته والذي يتضمن 150 مثلًا تم اختيارها من بين 1000 مثل متداول بين المجتمعات العربية، منوهين في الوقت ذاته إلى أثر الحكم والأمثال على حياة الشعوب، وعن ذلك أسهب مستشار الإعلام والعلاقات العامة محمد طحلاوي، في الحديث عن أسرار الأمثال التي تعبر عن كل زمانٍ ومكان قائلًا “مدى انتشار المثل له علاقة بما يتاح له من فرص وما يتعلق به من روايات تناسبه”، وشاطره الرأي الخبير والأكاديمي في الإعلام والثقافة الدكتور سمير محمود ، الذي أبان بأن الأمثال تتميز بالعبرة والعظة ولطالما ترتبط بالحكايات فهي مستندات تتحدى الزمن ويُعتد بها، بحسب تعبيره.

فيما أوضحت كيت ديلون باحثة في شؤون المحتوى والعلاقات، بأن تاريخ الأمثال العربية وخصوصًا كتاب الأمثال الذي أصدره إثراء، يشكّل مرجعًا للبحث والتعمق في الثقافات الأخرى، مبينة “حصولنا على هذا الكتاب ماهو إلا جزء من حيازتنا على التراث الحي للثقافة العربية”، فيما اعتبر شريك ومؤسس ومدير دار تشكيل معجب الشمري، بأن “الكتاب الذي يتضمن 8 فصول لكل منها حكاية فخلال عامين متواصلين تمكنا من إصداره وتدقيقه وترجمته بإشراف من رئيس مكتبة إثراء، إلى أن خرجنا بنموذج يُحاكي الواقع وهو الأقرب إليه” مشيرًا إلى أن الأمثال العربية قادرة على أن تصبح وسيلة تعبر الثقافات.

واستكمالًا لتفعيل اليوم العالمي للغة العربية، أقيم مساء يوم الخميس جلسة حوارية أدارتها الكاتبة والناشطة الثقافية عهود عبدالكريم بمشاركة الكاتب والشاعر والباحث حمود الصاهود الذي تطرق إلى أدب الرسائل وما يحويه من بصمات أدبية بوصفه الأدب الوحيد الذي استطاع أن يتأقلم وتطور بحسب ما تقتضيه الحاجة، منوهًا إلى أن مجتمعاتنا حاليًا تعيش بفترة انتعاش لأدب الرسائل عبر النشرات الإلكترونية، التي وصفها بأنها “صوت البشرية الخالد” ومن جانبه أوضح الكاتب والمترجم والمستشار الثقافي في الكتابة والترجمة محمد الضبع خلال مشاركته في الجلسة، بأن أدب الرسائل يمكننا القول بأنه حرز الأدب وذخيرة الثقافة، فما وصل إليه هذا النوع من الأدب يتطلب توثيق بوصفه أرشيف زاخر منذ القدم، وفي الوقت الحالي هيمنت النشرات الإلكترونية كرسائل أدبية بطريقة معاصرة.
واستعرض الضبع العمق الأدبي للرسائل المكتوبة فخلال مرحلة الترجمة لهذه الرسائل يتم استكشاف ماهية الشخصيات ومضامين الفكر للكتّاب لا سيما أنها تعكس الأعمال الأدبية الأخرى، باعتبارها من الماضي المقروء ومن هنا يبدو اختلافها عن الرسائل الإلكترونية.
وكشف الصاهود خلال الجلسة التي حظيت بحضور جماهيري لافت بأن مضامين الرسائل الأدبية تقود إلى عوالم خفية لارتباطها بالحياة الواقعية مضيفًا “أدب الرسائل يمكننا وصفه بأنه أدب منسي ويعتقد البعض بأنه فقد طريقه على خريطة الأدب العربي، علمًا أنه بصمة راسخة ضاربة في جذور الثقافة العربية على مدى قرون مضت.

واختتم مركز إثراء فعاليات اليوم العالمي للغة العربية مساء السبت الماضي بباقة من الفعاليات المتنوعة منها “رسائل البريد”، “قصة مع رسالة” ، “حرف حرف” وورشة عمل في مكتبة إثراء بعنوان “على متن بطاقة بريدية”، ويأتي ذلك في إطار دور إثراء المتمثل في دعم نشر الثقافة وتعزيز جوانب المعرفة عبر فضاءات واسعة، تسهم في دعم الحراك الثقافي بالمملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى