يا صاحبي الأحرار ليسوا عربا!

د. أحمد الطباخ
ما الذي حدث للعرب حتى وصل بهم الحال إلى هذه الدرجة من البلادة وقلة الإحساس فلم يعد العربي هو من كان مغيثا للملهوف ولا المضيف القرى ولا الشهم الذي لا يرضى الدنية في دينه وعرضه وإخوانه بل حدث تغير كبير وفجوة عظيمة بين العربي القديم والعربي اليوم الذي استكان وضعف وبرد وأصابته الحضارة الغربية فجعلته كائنا مغايرا تماما فها هو ذا يرى إخوانه يقتلون ولا يتحرك ويبادون ولا ينفر ويحاصرون فلا يكسر ويذبحون فلا ينجد أين أهل النجدة والنخوة والشهامة من العرب الذي كان يجيرون من استجار ولو كان على غير ملتهم ويغيثون كل ملهوف ويغارون على حريمهم وحرمتهم وأعراضهم فعندما صرخت امرأة ضعيفة وقالت : وامعتصماه قام الخليفة فجيش جيشا جرارا وذهب لنجدتها في التو دون استرخاء وإنما دبت عروق الحمية ودفعه دم الحر ودفعته عزة الدين الذي أمرنا بنجدة كل ضعيف وإغاثة كل ملهوف ونصرة كل جار قريب فأين الأحرار من أمتنا مما يحدث طوال هذه الشهور في فلسطين من قبل شراذم الأرض وشواذها الذين يقتلون ويذبحون وينتهكون الأعراض ويحاصرون الأطفال وفعلوا بأخوتنا الفلسطنيين ما يندى له الجبين ونحن نغط في سبات عميق ونرفل في خمائل الحرير ونقضي أيامنا في لهو ومتع دون أن يكون لنا موقف مع هؤلاء المغتصبين المحتلين .
أحرار الغرب انتفضوا في كل دول الغرب يضغطون على حكوماتهم لوقف هذه المجازر ونحن لم نحرك ساكنا فالشباب في جامعات الغرب هو من يتظاهر ويعتصم ويفعل كل شيء في مشهد عجيب إن دل فإنما يدل على أن في الغرب شبابا ما يزالون بخير أحرار يعي ويعرف ما يدور في فلسطين وأن الحرية لابد أن تفرز أحرارا أما الاستعباد الذي عليه العرب فلن يثمر سوى العبودية والسطحية والوقاحة فأهل الخليج يتمتعون ويرفلون في النعيم ولا ينبسون ببنت شفة حتى كلمة حق في حق أهل الرباط في واحدة من أخطر حلقات التاريخ الحديث الذي سجل في حلقاته هذا التواطؤ غير المسبوق بحق أهل فلسطين الذين صمدوا أمام ٱلة الشر وقوى البغي في عدوان سافر ما يزال تمارسه النازية الصهيونية ومن ورائها الشيطان الأكبر الذي تمادى في غيه وتجبر وتكبر على شعب لا حول له ولا قوة بعد حصاره وتجويعه ولكنهم سيلقوننهم درسا لن ينسوه في أن العزة كل العزة في الاستمساك بحبل الله المتين والاعتماد على رب العالمين ولكن التاريخ لن ينسى الأحرار في العالم المنافق الذي ذهبت شهامته وصار غابة للوحوش وانعدم من الإنسانية والرجولة فلا حقوق لضعيف ولا إنسانية لمحتل ومجلس للأمن ولا محكمة للعدل ولا قانون للدول ولا شيء إلا لأبناء صهيون ومن تحركهم فهم أذيالها وهم عالة عليها فليس لهم دين والمسيح عليه السلام بريء منهم فهم للخنازير أقرب وللصهاينة أنسب والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.