لجوء سماوي

هلال الشيادي | سلطنة عمان

من ذا إليه من المآسي ألجأُ

وبحفظه كلَّ المهالك أدرأُ

آتيه مكلوما بجرح خطيئتي

‏وبعفوه من كل ذنبٍ أبرأُ

‏أدنو إلى أنواره في ظلمتي

والروح عند مقامه تتلألأُ

أدنو فيشعلني تجلّي لطفهُ

‏وإذا نأيت فإن قلبي يطفأُ

‏وأقمتُ في حرم الرجاء مصليا

‏إذ من مدامع خيفتي أتوضأ

‏ناديتُ؛ ضجت فيّ كلُّ خلية

‏والقلب من قلقٍ به لا يهدأ

‏وتبعثرتْ كل الحروف فيا ترى

‏من أين أفتتح الدعاء فأبدأُ؟!

ورفعتُ في أفق الخشوع شراعه

‏يمضي وليس سوى رضائك مرفأُ

‏وحملتُ أحلامي وكلَّ مواجعي

‏وصففتها؛ هي ما أردتُ ستَقرأُ

‏أنا مذْ بدأت على الحياة مسيرتي

‏وأنا على آمالها أتوكأُ

‏والله غاية مبدأي ونهايتي

‏عن ذكره عن حبه لا أفتأُ

‏أنا منتهاي على يديه يطيب لي

‏فعلى يديه طابَ قبلُ المبدأُ

‏إني عجبت من الذين تباعدوا

‏بغرورهم وعلى علاك تجرأوا

‏يا رب كيف العيش دونك يُرتجى

‏بل كيف قلبٌ دون ذكرك يهنأ

‏أنت الحياة، بك الحياة، وما حيا

‏حيٌ ومن نُعماك لا يتفيأ

‏معناك في الدنيا سلامٌ دائم

‏لمَ لا وهذا الكون منك المنشأ

موبوءةً تأتي إليك حياتنا

مَن ذا سواك يجير مما يوبِئُ

محزونةً عبرتْ بنا أيامُنا

فالدهر دونك روحُه لا تهنأ

يا رب جئت إليك مِن لا حيلة

إني فررت وأنت وحدك تُلجئ

‏يا رب، عبدٌ هاربٌ من ربه

‏ولربه، أنت الحمى والملجأ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى