أفكارٌ مخذولة

أمبي الدهاه عبد الرحمن | موريتانيا

عن فوضوية الأفكار و سماجة المحتوى، عن سخافة تلعن صاحبها، عن فكرة مجللة بالغباء، عن نصوص تلف خصر عجوز، عن هندام أسود على قبر بائع التبغ، عن وردة ذبلت تحت المياه، عن ألم مسجى على فراش وثير، عن نبي يرتعد قبل صلبه، عن القلق الذي ينام في رأسي كل ليلة، عن الوشوشة و الهذيان، عن الحب المسكين، ذلك الصغير، قتلوه في ريعان شبابه، كان يبكي في جنازته لأنه لم يجد من يبكيه، كان يجفف جفنيه و يمدد كفنه على ماظهر من جسمه النحيل، كان يلوح بيده المشلولة لكل عاشق مخذول، لكل خائن فاجر، و يدخل في نوبة نحيب عميقة، ثم يسعل حتى ليكاد قلبه يقفز خارج صندوق صدره. عن تغضن وجه السماء أقصد عن مهمة الريح، التي غبرت وجهي يوم افترشت الساعات أمام منزل الزمن، عن الجدران المصابة بالنرجسية، عن الحزن الجميل، عن الوحدة أقصد الصديق الوفي، عن غيمة دخان تائهة في السماء، عن فقر أيوب أقصد عن شخص يشبهني تماماً، عن الخيانة، تلك الصبية المطيعة، لم تولد كي تُشوَّه بهذه الخساسة، كانت صالحة، طاهرة، فدنسوا سمعتها و أصبحتْ دميمة لا أحد يعطيها غير الصماء من أذانه، و سيل من البصاق و وابل من التأفف، عن آخر شطر من قصيدة رديئة على قبر ميت، عن صورة مقلوبة لم تجد من يُقِيمها، كحائط أراد أن يسقط فتُرك يتفتت، خاب ظنه بمن كانوا يستظلون بظله كل يوم، عني و عن نفسي، عن صورتي الأولى في رأسك، عن موقفك و قولك في، عن تهمك و أحكامك المعلبة، عن ظنك و سوء فهمك، عن شري و شروري، عن كل خطايا و ذنوبي، عن شكلي و فكري، عن تمردي و ترنحي، عن صمتي و نظرتي، عن السوداوية و الظلام، عن اللون الأسود، ذلك المنبوذ من بين كل الألوان، عن متشرد مظلوم يبيت جنب فلة لموظف حكومي، أكل حقه ذات لحظة، عن كل شيئ حولي. هانذا فقدتُ أصابعي قبل إكمال هذا النص، فابكوه يكتمِل أو اتركوه يضمحِل، فهو كجرح يقطر بماء كالمُهلِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى