الغرب غرب والشرق شرق

د. خضر محجز | فلسطين

الفرق بينكم وبين الغرب كبير. ولقد صدق من قال: الشرق شرق، والغرب غرب، ولا يلتقيان.

وهذا مثال:

لقد خلق اللهُ الإنسان حراً عبداً.

فاختار الغربيُّ أن يكون حراً تماماً: حراً من كل شيء، فلا يكون عبداً لشيء. فأنجز رفاهية مادية، وشقاءً داخلياً لا يعلم مصدره. ثم أخذ يبحث عما ينقصه في الخرافات.

واختار الشرقي أن يكون عبداً تماماً: عبداً لكل شيء، فلا يكون حراً أبداً. فأنجز خضوعاً وتخلفاً ومقتاً وحاجة وجوعاً وتسولاً. ثم أخذ يبحث عما ينقصه في المادة.

كلاهما يبحث عما ينقصه. وكلاهما يرى الآخر ضالاً. مع أن كليهما يبحث عن شيء يملكه الطرف الآخر.

أما أسوأ المخلوقات من هذين فمن وضع منهما قدماَ هنا وأخرى هناك:

1: شرقيٌّ قال: أنا مؤمن بالغيب، ثم تعامل تعامل الغربيين مع المادة. فهؤلاء قلوبهم متطلعة إلى ما لا ينالون، ويصلون للمال، ويرون أنفسهم لم ينالوا فرصتهم، ولو نالوها لكانوا أحطّ المخلوقات على هذا الكوكب.

ومثال هؤلاء يمكنك ان تراه في هؤلاء الذين يبيعون مقالاتهم على الفيس بوك بالقطعة، لمن يدفع الثمن. ثم يواجهونك وقد وقفوا باحترام شكله مهيب، وقد أغلقوا فتحة سترة البدلة امامك باحترام، فيما هم يرونك حماراً لأنك لا تشبههم.

2: وغربيٌّ قال: أنا حر تماماً، ثم تعامل تعامل الشرقيين مع الغيب. فهؤلاء قلوبهم متخلفة، وينفقون أموالهم على الخرافات، وينامون قلقين، ولا يذوقون طعم حب ولا طعام.

فإذا واجهك نظر إليك مستصغراً شأنك، لأن بلدك يتسول من بلده، وهو يتمنى من كل قلبه لو كان يستطيع أن يكون حماراً مثلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى