تأثيرات طوفان الأقصى
الدّكتور محمد بن قاسم ناصر بوحجام| الجزائر
المسيرات جزء من عمليّة مقاومة الظّلم
شكرا لكلّ من سار في مسيرة تضامنيّة مع المقاومة الفلسطينيّة في حربها المشروعة لاسترجاع حقّها المسلوب، وفي الثّأر لنفسها من الظّلم الذي يَطالُـها من الأعداء، وفي دحر العدوّ الصّهيوني الغاشم..هذه المسيرات التي عمّت أنحاء عديدة من المعمورة، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا.. عربا ومسلمين وغيرهم. تحمل دلالات كبيرة ومغازي كثيرة، منها:
1 -إدانة جماعيّة للظّلم والاعتداء وارتكاب جرائم حرب في حقّ المطالبين بحقوقهم المغصوبة.
2 -مناهضة عامّة للمساندين للكيان الصّهيوني في غطرسته ووحشيته وهمجيته…
3 -مساندة معنويّة كبيرة ومهمّة للشّعب الفلسطيني في جهاده وصموده في الميدان.
4 -دعوة غير معلنة للشّعب الفلسطيني أن يواصل في درب الكفاح والنّضال، حتّى تحقيق أهدافه..
5 -إبقاء القضيّة الفلسطينيّة حيّة في القلوب، ماثلة للعيان، راسخة في العقول.. ومن خلال ذلك يَتَأكَّدُ أنّها قضيّة الجميع، يجب الوقوفُ بجانبها..
6 -تثبيتها في نفوس الأجيال المتعاقبة التي لا تفقه كثيرا فيها؛ فتتعرّف على حقيقتها، وتفهم كثيرا من أعماقها وأبعادهاومكانتها في الحياة العامّة لكلّ من يعيش على هذه الأرض، فتتفاعل معها وتتمسّك بها..
7 -نداءات للقادة والزّعماء وسراة القوم..أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم الشّرعيّة والأخلاقيّة والقانونيّة.. في القيام بواجباتهم بكلّ حزم وعزم وحسم.. لنصرة القضايا العادلة، وتوفير الظّروف للشّعوب كي تمارس حقّها في الظّفر بحقوقها كاملة غير منقوصة.
لكلّ هذه المعاني فإنّ هذه المسيرات تحمل رسالة التّوعيّة وتحميل المسؤوليّة للجميع من أجل نشر السّلام بين النّاس، والوقوف مع الحقّ ومناهضة الباطل، مهما يكن مضمونه ومصدره ووقعه. بمعنى أوضح وأصرح:لا ي يجوز التّقليل من هذا الفعل أو هذا المظهر، فهو جزء من عمليّة مقاومة الظّلم والطّغيان والاستبداد…
بين الثّورة التّحريريّة الجزائريّة وطوفان الأقصى
من تأثيرات طوفان الأقصى في ساحة الجهاد والنّضال ترسيخ عقيدة المضيّ قدمًا نحو تحقيق الهدف، وهو التّحرُّر من عقدة الخوف والتَّأَخُّر عن المقاومة وأخذ الحقّ غِلابًا؛ بِسَبب قوّة العدوّ وتحصينه بأحلاف الشّرّ العالميّة، مقابل افتقار الفلسطينيّين إلى العتاد والعُدّة التي يملكها الصّهاينة المعتدون الجبناء..فمَا إِقدام كتائِب القسّام على العمليّة البطوليّة الخارقة لكلّ حسابات العدوّ الصّهيوني وحلفائه ومسانديه والمعوّلين عليه للقضاء على القضيّة الفلسطينيّة في رهانات محسومة في الظّفر بالمبتغى؛ استنادًا إلى القوّة القاهرة التي تملكها هذه العصابات الإجراميّة، بالمقارنة مع إمكانات المقاومة الضّعيفة ماديّا، واعتمادًا على المقرّبين من الكيان الصّهيوني ممّن يحسبون أقاربَ لها..ما إقدامها على المغامرة والمجازفة والمهاجمة.. إلّا دليل على إيمانها بأنّ النّصر حليف القويّ بِقِيَمِهِ ومقوّماته، المنطلق من قاعدة صلبة: أنّ طالب الحقّ المخلصّ لله ولقضيّته لا يهزم بعون الله وقوّته وعزّته، بينما ينهار المغتصب لهذا الحقّ؛ يتقهقر وينهزم ويندحر حين تشتدّ عليه الضّربات، ويصطدم بجدار الصّبر والمصابرة والمرابطة والثّبات في الميدان.. إلى أن ينال إحدى الحسنيين: النّصر أو الشّهادة.
هذه المواقف من هذه المقاومة تربطنا بقوّة ثوّار الجزائر وأحرارها، الذين صمدوا أمام غطرسة الاستعمار الفرنسي، الذي كان محاطا ومسنودًا بالحلف الأطلسي..هذه القوّة التي عبرّ عنها وصوّرها شاعر الثّورة الجزائريّة مفدي زكريّاء سنة 1956م، على لسان الشّهيد ” أحمد زبانة “، الذي دشّنت به فرنسا أوّل إعدام بالمقصلة. إذ نظم قصيدة طويلة، عنوانها: ” الذّبيح الصّاعد”. منها هذه الأبيات، التي تَصِلُنا بأعمال المقاومة الفلسطينيّة الباسلة، التي ستنتصر بإذن الله كما انتصرت الثّورة الجزائريّة في نهاية المطاف:
صرْخَـــــةٌ تَرجفُ العَوَالِـــمُ مِنهَـا
وَنِــــدَاءٌ مَضَى يَهُـــــزُّالوُجُــودَا:
اشْنُقُونِــي، فَلَستُأَخشَى حِبَـالًا
وَاصْلُبُوني، فَلَستُ أَخشَى حَدِيدَا
وَاقضِ يَا مَوتُ فِيَّ مَا أَنتَ قَاضٍ أَنَا رَاضٍ،
إِنْ عَاشَ شَعبِــي سَعيـــــــدَا
أ نَا إِنْ مِـتُّ،فَالـحزائِـرُ تَـحْيَا حُـرَّةً،
مُسْتَقِلَّـــةً، لَــــــــنْ تَبِيــــدَا
قَوْلَةٌ رَدَّدَ الزّمَـانُ صَــــــداهَــا
قُدُسيًّــا، فأحسَــنَ التّرديــدَا
احْفَظُـوها زكيّــةً كَالـمَثَــانِــي
وَانْقُلُوها لِلجِيلِ ذكْـرًا مَـجِيــدَا
وَأَقِيمُـوا مِـنْ شَرعِـها صَلَوَاتٍ طَيِّبَاتٍ،
وَلَقِّنُــوها الوَليــــدَا
( اللّهب المقدّس: ص: 10، 11))
هذه هي المعاني التي تأخذها الأجيال المتعاقبة من الجهاد المقدّس والنّضال المستميت من أجل تحرير الأرض المغصوبة واسترجاع الحقوق المسلوبة. هذا ما قامت به ثورة التّحرير لجزائريّة، فظفرت بحريتّها واستقلالها، وهو ما تقوم به المقاومة الفلسطينيّة، وبشائر النّصر ظاهرة بعون الله وقوّته.. فبين الثّورة الجزائريّة والمقاومة الفلسطينيّة ترابط وتماثل وصلة رحم في الصّمود والتّحدّي والثّبات في الميدان والإصرار على الجهاد إلى غاية الانتصار على العدوّ، وهي رسالة موجّهة لكلّ فلسطيني أوّلا، أن يواصل الكفاح، ولكلّ مسلم، أن يساند هذا الجهاد.. فهذه الرّسالة هي إحدى تأثيرات طوفان الأقصى المبارك.
إطلاق سراح الرّهينتين الأمريكيتين انتصار للـمقاومة الفلسطينيّة
إطلاق المقاومة سراح رهينتين أمريكيتين جاء في الوقت المناسب، والظّرف الملائم، بعد أن غيّر الرّأي العام الأمريكي الشّعبي رأيه في الحرب لدّائرة في غزّة، الذي كان يراها همجيّة واعتداء من المقاومة على الصّهاينة؛ بتأثير الإعلام الصّهيوني المضلّل المزيّف للحقائق.. لكنّه لـمّا اطّلع على الحقيقة، وفهم ما يدور في السّاحة، أدار ظهره (أكثر من 66%) لرئيسه المتصهين جو بايدنالحقود، وللصّهيونية المتغطرسة، فتحرّكت الجماهير في أكثر من صعيد ومستوى وفضاء، في مختلف الأماكنفي الولايات الأمريكيّة المتّحدّة، مندّدة بالعدوان الصّهيوني، وبالانحياز السّافر المنحطّ لإدارتها ضدّ المقاومة الفلسطينيّة.. فأصبحت مؤيّدة لـما تقوم به من أجل الدّفاع عن حقّها المغصوب، ومنتقدة بشدّة أعمال الصّهيونيّة الغاشمة. في هذا الظّرف وفي هذا السّياق يأتي هذا الفعل الحضاري وهذا الإجراء الذّكيّ، ومن موقف قوّة وثقة في النّفس، ومن منطلق السّيادة في اتّخاذ القرار الذي يخدم القضيّة الفلسطينيّة.. بعيدا عن الخضوع للمساومات والضّغوط، والرّضوخ للإملاءات والتّهديدات والإغراءات..هكذا تكون الحكمة والحنكة وحسن التّدبير، وحسن سياسة الأمور، وهكذا يكون بعد النّظر، ويكون توجيه الإعلام ولفت النّظر إلى القضيّة المحوريّة في حياة المسلمين بقيادة المقاومة الباسلة، هكذا يكون تسيير الأزمة بما يخدم المصلحة العامّة، ويحفظ الكرامة، ويوجّه الرّأي العام العالمي إلى الالتفات والالتفات حوا الحقّ الذي تناضل المقاومة من أجل استرجاعه من الغاصب المحتلّ، واسترداده من العدوّ الغاشم.. هذا الوجه الأغرّ أحد مظاهر تأثير طوفان الأقصى في سيرورة الأحداث.
يصل الغلّ والغلوّ بالمتصهين بايدن فيتنكّر لعمل المقاومة النّبيل، فيزفّ البشرى للأمريكيّين بإطلاق سراح الرّهينيّتين، ويثمّن الوساطة القطريّة، ويشكر إسرائيل لإرجائا الهجوم البرّي على قطاع غزّة، لتتيح الفرصة لإنقاذ الرّهينتين، ولا يذكر فعل المقاومة الأصيلبحرف واحد؛ لحقده الدّفين، الذي سيدفنه تحت الأرض هو وأشياعه بإذن الله.. اللّهم خذهم جميعا أخذ عزيز مقتدر.
دروس في الصّمود والتّعلّق بنصر الله
ما يحدث في غزّة خاصّة وفلسطين عامّة من قتال متواصل دامٍ..فهمه بسطاء المسلمين والسّذّج منهم أنّه معركة حقيقتُها صراع بين إسرائيل وحماس، وصراع للاستحواذ على الأرض، ولقضاء مصالح خاصّة..؛ لذا فإنّ السّلام لن يستب ّإلّا إذا كففنا عن حمل السّلاح وتركنا الجهاد، وابتعدنا عن هذا الكيان ومن يشايعه ويبايعه، وبِعْنَا شرفنا وكرامتنا له..وتركناه يفعل مايشا.. لننعم بالأمن والاستقرار والاستقلال النّفسي والجسدي..
جاء طوفان الأقصى هادرًا، وما تلاه من أعمال بطوليّة، وما تكاثر منه من عمليّات نوعيّة جريئة.. في الهجوم على الأحزاب الصّهيونيّة والمتصهينة، وماصاحب كلّ ذلك من تحمّل كلّ الأضرار التي تأتي منهم جميعا، والصّمود أمامها بقوّة، والإصرار على مواصلة الجهاد بثقة في النّفس كبيرة.. أتى هذا الطّوفان الزّاحف الجارف ليعلن الحقيقة، وهي أنّ المعركة هي صدام عقدي وصراع أبدي، يندفع فيه ويتواصل الجهاد لتطهير فلسطين كلّها من الدّنس والرّجس ومناهضة الدّين..تحرّك الطّوفان ليعلم المسلم أنّ المعركة هي تخليص مسرى الرّسول صلى الله عليه وسلّم من تدمير لكلّ ما هو إسلامي. لترجع الأمور إلى نصابها، والأرض إلى أهلها.
قيّض الله هذا الطّوفان ليقرأَ الجميع حقيقة الصّهيونيّة، ويكتشفوا مخازيها، ويقفوا على مخطّطاتها الخطيرة على الكيان الإسلامي.. قدم ليرسل رسالة قويّة صارمة حاسمة لكلّ مسلم أن يقف مع المجاهدين بكلّ ما أوتي من قوّة وعدّة.. لتحرير الأرض المقدّسة من رجس شياطين الأحزاب الصّهيونية والمتصهينة.. لتحقيق هذا الهدف يجب أن يتحلّى كلّ المسلمين بالمسؤوليّة الدّينيّة والقوميّة والتّاريخة في هذا السّبيل. وأن لا يتأخّروا عن هذا الواجب مهما يكن ثقيلا باهض الثّمن.. كما كان آباؤنا المجاهدون المحتسبون يفعلون مع أعدا الدّين والوطن. أذكّر في هذا المقامبما قاله المصلح الجزائري عبد القادر الياجوري لتلاميذه، لـمّا دعاه الحاكم الفرنسي للتّحقيق معه في جهاده: ” على الظّالم أن يستبدّ وعلينا أن نستعدّ”.
كم هي الدّروس والحكم التي نأخذها ونتعلّمها من المقاومين الصّامدين الثّابتين في الميدان أمام كلّ أنواع التّنكيل والقهر والاعتداء..؛ لأنّهم يؤمنون بنصر الله لهم، هذا ما نتعلّمه من المقاومة الفلسطينيّة أمام الغطرسة الصّهيونيّة، التي ستندحر – بإذن الله –أمام صمود الشّعب الفلسطيني وإيمانه وإرادته.. ما أعظم تأثيرات طوفان الأقصى في حياتنا، وما أغلى الدّروس التي نتعلّمها منه..فلنتعلّم ولنعتبر
انتصارات المقاومة بشائر لنصر الله القريب
ما يفتأ طوفان الأقصى يقدّم بشائر للقضيّة الفلسطينيّة، من خلال الانتصارات المتتالية التي يحقّقها في الميدان أبطاله البواسل، ومن خلال الانهزامات التي يحقّقها الصّهاينة الأراذل في مختلف الجبهات، ومن خلال الانكسارات التي يتعرّض لها الاحتلال، مع حلفائه بمختلف الأوجه والأشكال.. من مظاهر ذلك:
– الحالات النّفسيّة المتدهورة لجنود الاحتلال، التي تسكن داخل نفوسهم؛ وهم يتلقّون الضّربات القاسية من رجال المقاومة، في أعتى الحصون التي يتحصّنون بها، وهي الثّكنات العسكريّة المزوّدة بأحدث أنواع الأسلحةالفتّاكة والإمكانات المتطوّرة،التي يحسبونها قوّات رادعة لأيّ هجوم من المقاومة الباسلة المدجّجة بأسلحة الإيمان والشّجاعة والإقدام والتّضحية والفداء.. مقابل حالات الخوف والخور والهلع التي تسكن نفوس من استُقدِمُوا ليدفَعوا الهجمات، ويصدّوا الضّربات، ويسدّوا الثّغرات.. بسبب براعة رجال طوفان الأقصى المقاومين الأشاوس..
– هروب جنود الكيان الصّهيوني المسلّح المعوّل عليه في قهر رجال حماس ومحوهم من الوجود.. وكذا رفض بعضهم الدّخول في المعارك، بل شوهد بكاء كثير منهم؛ فزعا وهلعا وفرقا. وما حادثة اقتحام أبطال كتائب القسّام قاعدة ” زيكيم ” العسكريّةفي الأراضي المحتلّة إلّا نموذج من هذا العمل البطولي،دقيق التّخطيط والتّنفيذ من المقاومة، وضعف ووهن وانهيار حسّي ومعنوي من جهة الصّهاينة.
جاءت التّعليقات على عمليّة ” زيكيم ” كالآتي:
1- بعد 18 يوما من الحرب على غزّة ” نخبة غزّة” استطاعت تسديد صفعة جديدة على وجه العدوّ.
2.العدوّ مرتبك حيث أنّ ” زيكيم ” منطقة استراتيجيّة وخطيرة. ففيهاقاعدة عسكريّة، ومصفاة نفط، ومحطّة كهرباء.
3.فشل مخابراتي وعسكري، حيث لم يرصد العدوّ الحركة البحريّة، واستطاعت النّخبة ضرب الجنود، فكان بينهم قتلى وجرحى…
4. قدّم الهجوم رسالة واضحة من النّخبة، مضمونها: قتلناكم في داركم، فكيف لو أتيتم إلينا؟ ثمّ رسالة للعالم أجمع: أنّ النّخبة لها أجندة أهداف تعمل على تحقيقها بعيدا عن جعجعتكم وتوصيفاتكم.
هذا غيض من فيض ممّا نشر من تعليقات على هزائم العدوّ وانتصارات المقاومة. يكفي أن تنشر صحيفة ” إسرائيل اليوم” العبريّة ما يأتي: حركة حماس هي التي تدير المشهد الآن.
5- يتمّ سحبُ جنود الكيان الصّهيوني بالقوّة إلى حدود غزّة،وتنتشر حالات تمرّد وعصيان وخوف وهلع بينهم من جحيم غزّة. لقد قذف الله في قلوبهم الرّعب والكيان ينهار.
هذه كلّها بشائر لنصر قريب من المولى والنّصير.. ثمّ فتح مبين من الله القدير.. يا فلسطين أبشري خيرا،ويا أحزاب انتظروا ثبورا.. هذه بعض مظاهر تأثير طوفان الأقصى في مسرح الأحداث والأعظم قادم بإذن الله الخبير البصير..
وشهد شاهد من أهلها على انتصارات المقاومة وانهزامات الأحزاب
شهادات حيّة وقيميّة لنجاح المقاومة في الإجهاز على قوّات العدوّ. صرّح العقيد المتقاعد الأمريكي ماكجريجور قائلا: قوّات خاصّة من نخبة دلتا الأمريكيّة قامت بمحاولة تسلّل في جنح الظّلام إلى قطاع غزّة للقيام بعمليّة إنقاذ رهائن، لكنّها تكبّدت خسائر فادحة وانسحبت من غزّة.. ما لم يفصّل فيه وتستّر عنه. أنّ هذه الخسائر الفادحة تتمثّل في مقتل بعض الجنود وجرح آخرين.
- قال مستشار ترامب السّابق: ” قوّاتنا الخاصّة أصبحت أشلاء عند محاولتها اقتحام غزّة ” ( يوم الأربعاء (25/10/2023م.
- اعتراف من جيش الاحتلال: إطلاق حماس لصاروخ على إيلات هو محاولة واعية من الحركة للإشارة للإسرائليّين أنّهم ليسوا بأمان في أيّ مكان، وإشارة إلى تحسّن قدراتها على إطلاق الصّواريخ”.
الصّهاينة يهربون. لكنّ التّركيز الصّحفي يظلّ على غزّة لكسر النّفوس العربيّة وكسب نفوس الصّهاينة المهزومين. - انتصارات المقاومة المتتالية المتنوّعة عالميّا؛ رغم التّجنّي عليها بإجماع أعدائها في الضّغظ عليها ومحاصرتها، والتّحزّب ضدّها، هي انتصارات ميدانيّة، ومسيرات ومظاهرات مناوئة ومندّدة بالهمجيّة الصّهيونيّة، وهجوماتعلى مواقع إلكترونيّة لمؤسّسات الكيان الصّهيوني واختراقها، والظّفر بمعلومات دقيقة عن مخطّطاته.. كلّ ذلك يضعف من قوّته وينال من سمعته، وينقص من هيبته المزيّفة.. هذه المشاهد والوقائع هي من آثار طوفان الأقصى المبارك.. فالثّبات الثّبات أيّها الأحرار، والجهاد الجهاد أيّها الأبطال.. والصّمود الصّمود أيّها الشّجعان..والنّصرة النّصرة يا مسلمين..والضّغط الضّغط على الأحزاب المتآمرين. فالفرج قريب،والنّصر آتٍ بحول الله وقوّته.
مكاسب طوفان الأقصى المؤثّرة في تطوّر الأحداث
نتائج عمليّة طوفان الأقصى تتوالى بمرور الأيّام، وتتكاثر بتطوّر ضربات المقاومة القويّة المحكمة المسدّدة المصوّبة نحو الأهداف المسطّرة بدقّة.. هذه النّتائج هي انتصارات نوعيّة، وهي بشائر للفتوح المعلنة للنّصر المؤزّر القادم بإذن الله تعالى.
تناقلت مواقع التّواصل الاجتماعي بعض هذه المكاسب التي هي من تأثيرات طوفان الأقصى..من بينها:
1- إفشال التّطبيع بين الكيان الصّهيوني ومن يطمع أن يطبّع معه، والتّهديد بتراجع المطّبعين عن فعلتهم الشّنعاء النّكراءالعميا..
2 -النّيل من سمعة جيش الكيان، وإبعاده عن المرتبة الرّابعة عالميّا، هذا ما يزرع الشّكّ فيمن يعتمد عليه للدّفاع عن نفسه.
3 – أسر أكثر من ثلاثمائة جندي وضابط من قوّات الجيش الصّهيوني. أربعة منهم برتبة عميد، وقائد منطقة، من دون المدنيّين الذين يقدّر عددهم بمائة وخمسين فردًا.
4 – غنم المقاومة لأسلحة من العدوّ الجبان، بين الخفيفة والمتوسّطة..مع الذّخيرة من أربع قواعد عسكريّة، ومن الأقسام والمواقع الحدوديّة مع غزّة.. على كل ّ عاقل ومحلّل أن يتأمّل في هذه الغنائم، ويقوّم حقيقة المقاوم الفلسطيني، وطبيعة الحنديالصّهيوني..
5-القضاء على كثر من خمسين دبّابة، بين حرق وتفجير، ممّا تمكّنت المقاومة من الهجوم عليها في عتاد الجيش الصّهيوني.
6 -اقتحام مقرّ الموساد وأخذ كلّ الوثائق المتعلّقة بأسماء أفراد الموساد في غزّة والشّرق الأوسط، وأجهزة الكمبيوتر المحمول.. ما هذا الاختراق القويّ من المقاومة!! وما هذا الخذلان والوهن في جانب الصّهاينة!!
7-الظفر بأجهزة الرّادار الخفيفة والأجهزة اللّاسلكيّة التي كانت مع الضّبّاط، وفي مخازن المعسكرات التي كانت على حدود غزّة، بامتداد أربعين كيلو مترا، وتدمير الرّادارات الكبيرة.
8 – ضرب العمق الإسرائيلي بأكثر من خمسة عشر ألف صاروخ.
9 -تهجير أكثر من نصف مليون صهيوني، مع إخلاء غزّة وكلّ المستوطنات التي حولها من سكّانها الغاصبين لأراضيها..وكذا مدينة عسقلان.
10 – قتل أكثر من ألفين وخمسمائة صهيوني.
11 – تشويه سمعة المخابرات العالميّة، وبالأخصّ الدّول السّبع التي تدّعي أنّها الكبرى في العالم.ظهر هذا الزّيف في قوّتها وقدراتها الاستخباراتيّة في عجزها عن العلم بنوايا كتائب القسّام قبل القيام بطوفان الأقصى.
12 – إعادة القضيّة الفلسطينيّة إلى الواجهة وبقوّة، عند الشّعوب العربيّة والإسلاميّة والغربيّة.
13 – طرد بعض سفراء إسرائيل من الدّول العربيّة مثل ليبيا.
14 -ازداد انكشاف الغرب على حقيقته في مسألة حقوق الإنسان في العالم بعامّة وفي القضايا العربيّة والإسلاميّة بخاصّة.. وسقوط الأقنعة في قضيّة فلسطين بصفّة أخصّ.
15 – ظهور لمنافقين والخونة والصّهاينة من الدّول العربيّة والإسلاميّة وبقيّة دول العالم؛ أفرادًا وجماعات ومنظّمات وهيئات…
16 -وأهمّ أثر ونتيجة ومكسب ظهر، هو أنّ إسرائيل الصّهيونيّة منذ يوم السّبت عيدها: 21 ربيع الأوّل 1445ه/ 07أكتوير2023م بدأ عدّها التّنازليفي الزّوال، وكلّ آت قريب بإذن الله العليّ القدير العزيز الحكيم.
17 – إحياء روح الجهاد والاستشهاد في نفوس الأمّة الإسلاميّة، والدّفاع عن الدّين والشّرف والعزّة والكرامة، والشّعور بالواجب الدّيني في التّمكين لدين الله في الأرض.
18 -افتضاح مواقف الدّول الرّاعية للسّلام المزيّف الموجّه لخدمة الكيان الصّهيوني وحمايته من كلّ ما يمسّه، ويقوم حائلا دون تحقيق مخطّطاته الخطيرة على القضيّة الفلسطينيّة والأمّة الإسلاميّة.
19-هجرة ما يقارب مليون صهيوني من إسرائيل.
20 – تلقّي الاقتصاد الصّهيوني ضربة كبيرة، لم يشهد لها مثيلا منذ نشأة الكيان..
21-انهيار نفسي وإعاقة جسديّة للكيان الصّهيوني.. في مسيرته التي هي في اضمحلال وفناء بحول الله وقوّته.
ماذا نقول في ختام سرد هذه الانتصارات للمقاومة ولطوفان الأقصى؟ وفي نقل بعض انكسارات العدوّ الصّهيوني والأحزاب التي تحوطه بأحزمة من الأمان والآمال، التي لم تتمكّن من دفع الآلام عن حبيبتها ومعشوقتهاالمدلّلة، ودليلها في قهر الشّعوب الإسلاميّة لا نقول أحسن ممّا قاله ناصر المظلومين وقاهر الحبّارين، وراصد المستبدّين وممهل المعتدين، لكنّه لا يهمل ولا يغفل عن عقابهم: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون). ونحن نقول: يريدون إطفاء جذوة النّضال بفوهات أسلحتهم، لكنّ الله يأبى ذلك فسلّط عليهم طوفان الأقصى فجرفهم. فالمقومون المجاهدون استمسكوا بقول الحق: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم)و( إن ينصركم الله فلا غالب لكم). اللهّمّ انصر المقاومة واهزم الصّهاينة.