شُعباذا الزمن الميّت
فراس حج محمد| فلسطين
الطقس الأول
1
“إسرائيل”
لا تكفّ عن العبث
ونحن لا نكفّ عن الهذيانْ
“إسرائيل” اسم مسطّح من أباطيلِ سلاحٍ
وبراطيل عربْ
وبراميلِ سرابْ
2
“إسرائيل” خريطة الماء المعكّر بالطين الأسودِ
في دماء بلاد القمرْ
تمشي على الرؤوس المدبّبةْ
في دبّابة صنعت في بلاد الغربْ
بدماء العرب الكُسالى
الحالمين بوردتين وامرأة شقراءَ
لم تكن بكراً وطاهرة بتاتاً
3
“إسرائيل” تكسر اللحن هنا في القصيدةِ
وعلى الأرضِ
وعلى جذوع الشجرْ
“إسرائيل” مَتْرَبة الشاردين نحو العتمة الكبرى
في الأنفاقِ…
تحت الأرضْ
لم تكن يوماً أثريّةً ووسيمة
كي تمارس غنجها السافل معْنا
فلتتكسّر الألحان يا امرأة يهوديّة
4
“إسرائيل” أختٌ عاقرةْ
كمدينة فتحت مسارب فخذيها
لتُدخل كلّ السارقين الخائنين
فتحتها النتنةْ
عاهرة الدولْ
وخائنة الصور
وعقيمة الحروف الأبجديّةْ
5
“إسرائيل” شقّ البلاد المائلةْ
في احتضار الوقت تنبت كالطحالبِ
في قاع المحيطْ
أو في قنّة الصخر الصغيرةْ
تجتازها الفرس المطهّمة الأصيلةْ
وتذبّ فيها ذبابةٌ لصقت بآخرة الذنَبْ
“إسرائيل” فاجرة النسبْ
الطقس الثاني
1
من يحم “إسرائيل” خانْ
من يحم “إسرائيل” هانْ
من يحم “إسرائيل” ماتت
في عروق دمائه
تلك الشهامةُ من عصور الافتتانْ
2
من يكتب الأشعار في الغزل الغريبِ
خان الأمانة واستكانْ
إن لم يكن غزلاً عنيفاً في البطولةِ
لن يكون له مكانْ
3
من هادن اللغة القويّةَ وانتمى للوهم
عاشت فرائصه يهدهدها الرهانْ
من نقّب الأشواك عن جسد القصيدةِ
قلَّم الأنفاسَ
بال في سرداب أوهام المجونِ
سُرَّ به الهوانْ
4
من لم يقاتل باللغاتِ،
وبالسلاحِ،
وبالمتاحِ،
وبالجروحِ
غرّ به اللسانْ
من لم يباغت سطوة الأشرار بالشرّ القراحِ
وصادق السيف الصقيلَ
تناوشته اليومَ آلافُ السنانْ
5
من لم يمت بكرامة الأحرارِ
سطّر الأمجاد
يشمخ في الأعالي
عابثه البيانْ
من شدّ حبّة قلبه
وسرى بدرب مغلقٍ
ران الفؤادَ نفاقُه
وهام يبحث عن أمانْ
6
من لم يكن مثل الصقورِ
أو النسورِ
أو العقابْ
صار كدودة الأرض الجريحةِ
ديس بكلّ آنْ
7
من لم يكن هدّامَ “إسرائيلَ”
ماتت رجولته
وذابَ في عرْقٍ جبانْ
يا ويله خسر الشهامةَ، والمهابةَ، والعرامةَ
والفحولةُ
يا لها ضاعت بلا ثمنٍ
ولم يربح دماثة أخلاق الحسانْ