حكايات شهريار.. هان الود [1]

 

شيرين خليل | مصر
في ليلة ممطرة شديدة البرودة ،غزيرة المطر كنت عائدا من السفر فطبيعة شغلي تتطلب مني السفر بصفة مستمرة …فأنا تاجر معروف ولي اسم كبير بفضل الله …. في هذه الليلة جلست بجانب السائق وأسندت رأسي على الكرسي وأنا أنظر إلى المطر هو ينهال على زجاج السياره و مساحات السياره تتأرجح يمينا ويسارا..، شعرت بأنني رجع بي الزمن إلي أكثر من 20 عاما الى ليلة مثل هذه الليلة تذكرت كل أحداثها وكيف أنساها وهي ليلة إنقلبت فيها حياتي أغمضت عيني و تذكرت كل الأحداث ::::
فتحت عيناي….أنا فين….
إنت في حضن أبوك يا حازم …
إحنا فين يا بابا….
في العربيه مروحين ..
وماما فين وإخواتي
ماما وإخواتك في بيتهم خلاص..
وأنا جيت معاك هنا إزاي ..
إنت نومك ثقيل ،،أنا مش عارف إنت طالع لمين. أنا شلتك و أخذتك وإنت نايم مش حاسس بحاجه شكلك كده طالع لامك وهاتدوخني… وماما فين يا بابا أنا عايز ماما …
ماما دي تنساها خالص مش عايزك تجيب سيرتها ….
بس أنا بحب ماما…
اه طبعا ماهي سيباك طول النهار تلعب مع عيالها الفاشلين …أنا كان لازم ألحقك وأخذك منها بدل ما تطلعي لي مجرم ..
أنا بحب إخواتي ….
ما أنت عندك إخوات تانيه يا حازم .،ولادي دول بقى حاجه تانيه كلهم ناجحين وشاطرين شفت أخوك هشام بيطلع من الأوائل إزاي واختك سماح هتبقى دكتوره وعبير ووائل كل سنه بياخدوا شهادات وكمان بيحفظوا القرآن ،،لكن اخواتك من أمك دول فاشلين….
بس بيحبوني يا بابا لكن ولادك مش بيحبوني….
مين قال لك كده بس أصبر إنت وهتشوف أنا هاعمل لك إيه حياتك معايا هتبقى أحسن من حياتك مع أمك،، أمك دي ست مهمله ما تعرفش أي حاجة في أي حاجة وبعدين خلاص هترجع لجوزها وأنا ما أقدرش أسيبك مع راجل غريب.. إنت لازم تتربى في عز أبوك هتدخل احسن مدرسه… و كل طلباتك أوامر ده أنت الغالي يا حازم.. أنا منكرش إني حبيت امك جدا عشنا قصة حب طويله مع بعض وأنت أحلى ما في القصة.. أنا عاوزك تطلع ظابط ،أنا سميتك حازم عشان تبقى حازم ويلا بقى خلاص إحنا وصلنا إلبس الجاكيت بتاعك عشان المطر بره شديد ومش عايزك تاخذ برد وتتعب وأمك تشمت فيا ..
نزلنا من العربية ودخلنا البيت و دخلت أوضتي،، حاسس إني مخنوق وعاوز أعيط بس خايف من أبويا لو شافني هيزعق لي.. دخل عليا عم إبراهيم اللي شغال عند أبويا وقال لي هاعمل لك حاجه سخنه وساندوتش وتاكل وتنام … كان حاسس بيا وحاسس بحزني… قلت له شكرا مش عايز قال لي أبوك هيزعل…. وطلع ورجعلى بالأكل عملت نفسي نايم وغطيت نفسي من فوق راسي عشان ما يشوفنيش ودموعي كانت أكثر من المطر… عم إبراهيم قال لي الأكل جنبك أنا عارف إنك صاحي ومش هاقول لأبوك ..وبعدين يا ابني لازم تتعود على حياتك الجديدة دي.. وسابني وخرج قمت جريت على الشباك وأنا أبكي بكاء شديد أحتاج لأمي… فانا أعلم جيدا أن حياتي مع أبي ستكون قاسية… أنا أحب أمي… وجلست انظر الى المطر وأنا ابكي حتي نمت مكاني كن التعب …وطلع النهار وجاء أبي يناديني يا حازم إصحي بقى وتعالي عشان تروح مدرستك الجديدة.. يلا يا ابني هتتأخر ….وبدأت حياتي مع أبي ،،بدأت بإحساس بالغربه فأنا غريب و أشعر بالوحدة.. فلقد انتزعني أبي من حضن أمى وإخواتى لينتقم من أمي التي تركته وعادت لزوجها من أجل أولادها..
دخلت مع أبي المدرسه وأدخلني الفصل ووصي عليا المدرسين والعمال والكل كان يعاملني معاملة خاصة وباحترام شديد وإهتمام ..ولكني اشعر من داخلي بغصة وأشعر بحزن شديد ولا أتحدث مع أحد ….ومرت الأيام كلها متشابهة … اذهب الى المدرسة مع عم ابراهيم وأرجع معه إلي البيت فقد كان مكلف برعايتي ….
كانت الأيام ثقيلة وصعبة وكان أبي يحاول إرضائي بأي شكل وكان يدللني بطريقة أفسدت حياتي ….أصبحت طفل مدلل …كل طلباتة مجابة …بدأت أحب الحياة مع أبي …فهي حياة بدون عقاب .،،.حتي في المدرسة …إذا أغضبني مدرس أو نهرني ..يثور أبي علي المدرسة بالكامل ….حتي أصبحت طالب لا يعرف طريق النجاح ولا العلم …أصبح الفشل الدراسي رفيقي ….
كنت أذهب لإخواتي من أمي وكأني من عالم آخر …أذهب بالسيارة ومعي السائق والخادم …ومع المال …كل هذا وأنا مازلت طفل …وكانوا دائما ينبهرون بي وبملابسي وبحياتي ….
تجاوزت المرحلة الإبتدائية وأيضا الإعدادية بصعوبة …وذات يوم وجدت أبي يخبرني بأنه يريد أن يتزوج ….وعندما سألته من التي يريد أن يتزوجها ….أجابني إجابة صادمة…
دي واحدة أخت واحد صاحبي إنت عارفه عمك سعد اللي بيجي يسهر معايا كل خميس أخته زينب هاتطلق كمان يومين وبعد العدة هانتجوز …
بابا يعني أيه الكلام دا مش فاهم …
أنا لما تعجبني حاجه لازم أخدها ….
بس دي مش حاجه يابابا ….دي إنسانه …واحده ست وكمان متجوزه وعندها ولاد ….
تلزمني ….
أنت إزاي بتقول كده يابابا …اللي بتقوله دا غلط ….حرام عليك ….أنا مش قادر أصدق إنك ممكن تخلي واحده تسيب جوزها وولادها ….
ولد ….إنت هاتحاسبني ….وبعدين دي مش أول واحده تعمل كده …
قصدك أيه يابابا ….يعني كلام إخواتي صح …وكرههم ليا صح ….يعني ماما كانت هناك.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. في انتظار الباقي من الأحداث الرائعة ذات الأسلوب الجميل ?
    جزاكي الله خيرا على تعبك وشكرا لقلمك البديع❤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى