سياسة

العالَم في قبضة العنف والإرهاب

بقلم الكاتبة/ مروة جمعة الطيف| ليبيا

    أصبحنا نعيش في عالمٍ يزداد فيه العنف والإرهاب، وتتسارع فيه التحالفات وتبادل المصالح خدمةً للطموحات السياسية والاقتصادية. لقد وجدنا أنفسنا محاصرين في قبضةٍ ضيقة تخنق الأمن والاستقرار في مختلف أنحاء العالم، حتى تطبّعت حياة الشعوب بالخوف والهلع من الدمار والجوع وأصوات الانفجارات.

    تمزّق العالَم بالصراعات والخلافات، وتكررت مشاهد الموت والخراب، حتى صار الإرهاب والعنف مشهدًا يوميًا يُبثّ على الشاشات، ويحكم واقعًا ملبّدًا بالدم والدموع.

     منذ بداية التاريخ، والعالَم يشهد صراعات دموية بين جماعات متطرفة، وخلافات سياسية واقتصادية ودينية لا تهدأ، حتى امتلأ كوكبنا بالعنف والإرهاب.
لقد بات البعض يتفاخر بممارسته للإرهاب، ويُعلن عن العنف والتهديد بكل وقاحة، ناشرًا الرعب بين الشعوب، وزارعًا الفوضى في المجتمعات.
بدأوا بترويع المدنيين، واستهداف المؤسسات الحيوية في مختلف البلدان، فارضين أحكامًا ظالمة ومستبدة، ومنتهكين حقوق الإنسان بكل صلف.

    مارسوا القمع في سجونٍ من الظلام، ونفّذوا التصفيات بوسائل بشعة: المشانق، والخناجر، والرصاص الحارق، بل والانفجارات الجماعية… حتى أصبح العالَم أشبه بمسلخٍ للبشر، تغيب فيه العدالة، وتنتحر فيه الإنسانية.

   لن أقول إنّ هذا من فعل دول أو مؤسسات فقط، بل هو زمنٌ بأكمله، وعالَمٌ يُطوى على العنف والإرهاب.

   تقوم ظاهرة العنف والإرهاب على فكرة أن “القوي يجب أن يحكم الضعيف ويسيطر عليه”.
وقد اتُّهِم الإسلام زورًا بالإرهاب، رغم أنه دين يدعو إلى السلام، والتآلف، وتبادل الود، وتحقيق الاستقرار بين الناس.

    كان الهدف الحقيقي للإرهاب هو تدمير الجهاز النفسي للشعوب، وزرع الرعب في القلوب، وإحباط العقول، والسيطرة عليها من خلال أفكار التطرف والتشدد.
وقد تم استهداف الشباب بشكل خاص، من خلال غسل أدمغتهم، بهدف زيادة التطرف والإرهاب، مما أدى إلى تصاعد العنف والقمع.

   وتسيّست هذه الظاهرة عبر مجموعة من المنظمات والمؤسسات التي تستغل الظروف الاجتماعية والسياسية لتوسيع نفوذها.
وهكذا، خضعت المبادئ والقيم الإنسانية العليا لأهواء العنف والاستبداد، فانتشرت ثقافة القمع والظلم في المجتمعات.

    على الشعوب أن تواجه خطر الإرهاب بتكاتفٍ وتبادلٍ حقيقي للجهود من أجل مكافحة العنف والاستبداد.
يجب الجمع بين العمل السياسي ونشر الأمن، وصياغة القوانين الرادعة، وتعزيز الثقافة ووسائل الإعلام التي تُحرّر المجتمع من خطر الإرهاب.
ويأتي التعليم والوعي في صلب هذه المعركة، كونهما السلاح الأهم في رحلة محاربة السياسات والمنظمات التي تدعم العنف والإرهاب، وقطع منابع التطرف.
لا بد من فرض أقصى العقوبات على المتورطين، لإرسال رسالة واضحة مفادها أن الإرهاب لن يُسمح له بأن يزرع الخوف والدمار في الأوطان.

ختامًا
لقد تغلغل العنف والإرهاب في عالمنا، ودمر نسيج الحرية وحقوق الإنسان، وزعزع النفسيات ومستقبل الشباب، وترك خلفه ركامًا من الإحباط وخوف العقول من مستقبلٍ مجهول. لكن رغم كل هذا الأسى والحزن والتحديات، يبقى الأمل حاضرًا، والإصرار والعزيمة في القلوب، والشباب مستعدون لمواجهة فكرة العنف والإرهاب، رافضين القمع والخوف.

      سوف نُؤسّس جيلًا مليئًا بالسلام والقوة والعزيمة، نبني مستقبلنا على نشر الوعي، والاعتزاز، والتسامح، والاطمئنان، معززين العدالة وحقوق الإنسان، كاسرين سلاسل الرعب والاستغلال، ناشرين الحريةوالاستقرار… عالمًا لا يُسمع فيه سوى أصوات ضحك الأطفال.

دمتم في حفظ الله ورعايته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى