حين يتكرّر الدرس أمام أمة لا تعرف موطن قوّتها

أ. د. أسامة إبراهيم
رئيس مجلس إدارة جريدة عالم الثقافة
نمنا على حافة حرب عالمية، وصحونا على سكون مريب..كأن شيئًا لم يكن.. مشهدٌ يبعث الحيرة: من يُشعل فتيل الأزمة ويطفئه بهذه الدقة؟
من يعبث بنا كمن يشدّ خيط عروس من وراء ستار، يشدّه حينًا ويفلته حينًا، ثم يتركنا نتوه في دخان المشهد؟
ليست مصادفة، ولا مسرحيةK بل شيء أقرب إلى العبث المنظّم؛ حيث تتحرّك الأحداث كما لو كانت مدفوعة بيدٍ خفيّة، تعرف متى تُفجر الرعب، ومتى تُعيد الطمأنينة المصطنعة.
أما نحن، فغارقون في غفلتنا، نعيش على الهامش، نندهش كل مرة من تكرار المشهد ذاته، ولا نتعلّم.. نُسقِط خوفنا في لحظة، ثم نعود إلى صخب لا يدوم، وننسى أن الدرس لم يكن لنا بل علينا، وما نراه ليس ارتباكًا عالميًا، بل اتساقٌ دقيق لسيناريو لم نُدرك أننا خارج حبكته، ونستهلك الأخبار، ونعلّق على التفاصيل، دون أن نسأل: لماذا هذا الآن؟ ولماذا بهذه السرعة وهذا الانطفاء؟
الزمن يعلّم، لكن ليس من لا يصغي، وحين يتكرّر الدرس أمام أمة لا تعرف موطن قوّتها، ولا تُحسن قراءة لحظات الفعل من لحظات الفرجة، فإن الصمت الذي يليه ليس هدوءًا، بل نذيرٌ لما هو أعظم.