سياسة

هوامش على دفتر الانتخابات السورية

سالم بن محمد العبري| سلطنة عُمان
قُبيل التهميش بأفكاري على نتائج الانتخابات البرلمانية السورية سأسرد لكم هنا خلاصة النتائج من بيان رئيس اللجنة القاضي جهاد مراد في مؤتمره الصحفي الذي جاء فيه: أنّ اللجنة حرصت على توفير مناخ ديمقراطي من خلال اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لضمان حرية الناخبين ونزاهة الانتخابات، وكانت على مسافة واحدة من جميع المرشحين والأحزاب مع معاملة الجميع على قدم المساواة وبحياد تام، بما يضمن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص فيما بينهم أثناء فترة الحملة الانتخابية، مشيراً إلى تفاعل المواطنين وحرصهم على ممارسة حقهم الانتخابي في اختيار ممثليهم لعضوية مجلس الشعب في ظل مناخ ديمقراطي.
وأوضح مراد أن الانتخابات جرت بإشراف قضائي كامل بدءاً من الترشيح وحتى إعلان نتائج الانتخابات التي عكست أوسع تمثيل للشعب السوري بمختلف فئاته وقطاعاته، حيث إن الفائزين بالعضوية يمتلكون الكفاءات العلمية والخبرات المختلفة والحيثية الاجتماعية، الأمر الذي يتيح للمجلس الجديد أداء دوره الوطني على أكمل وجه.
وأشار مراد إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 38.16 بالمئة، لافتاً إلى أنه يمكن للمرشحين تقديم الطعون بنتائج الانتخابات إلى المحكمة الدستورية العليا أيام الجمعة والسبت والأحد. وجرت الاثنين الماضي عمليات التصويت لانتخابات مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع في مراكز الاقتراع بالمحافظات البالغ عددها 8151 مركزاً، وتنافس فيها 1516مرشحاً،409 منهم في القطاع “أ”، و1107 في القطاع “ب”، للفوز بعضوية مجلس الشعب المؤلف من 250 مقعداً.
إذن قد اكتمل مظهر السيادة الرابع بسوريا، وأعني به إجراء انتخابات مجلس الشعب السوريّ أي البرلمان وبه تكون الدولة والقيادة السورية قد فقأت أعين الغرب الاستعماري للمرة الرابعة منذ انبثاق الموجة الجديدة من الصراع الإمبريالي مع سوريا تحت مسمى الربيع العربي والذي أسموه (ثورات الربيع العربي) والتى امتدت ذيولها إلى الآن أي قبل ١٣ سنة خلت. لنجد بعض من جددتْ له أملا منذ 51 عاما حين قال إنه: منذ دستور ١٩٧٣لم يدخل الانتخابات بل ويطالب بتطبيق بنود ناقتهم العرجاء المعروفة بالقرار الأممي الذى اتخذته الصهيونية من خلال الأمم المتحدة وأوربا وربيبتها أمريكا غير الشرعية.
نعم أجريت الانتخابات بمشاركة ١٥٠٠ مترشح لتمثيل الشعب بـ(250 مقعدا) ؛ ليتنافس المتنافسون بعضهم كخالد العبود وراسم المصري ودكتورة أشواق محمد لدورات عدة، وبعضهم كالإعلامية المميزة ونائبة رئيس اتحاد الكتاب العرب (رائدة وقاف) وتتزين طرقات ومرافق الدعاية وجنبات دمشق الفيحاء وحلب الشهباء واللاذقية وطرطوس وحمص والسويداء إلخ بصور المترشحين مقرونة بحساب نتائج أعمال الآملين بالتجديد وببرامج المتقدمين وماذا هم فاعلون وبماذا سيتميزون، وما الجديد لديهم، وماذا قد يقدمون لأولئك الذين يرغبون في التغير، فأحد الناخبين في (ولايتنا الحمراء في عُمان)، وفي الدورة الثالثة لانتخابات مجلس الشورى قال: نريد التغيير وهو يصوت لغيري، علما بأن هذا الرجل بمثابة أخ وزميل عمل وقد تربينا معا في مزرعتهم ومزرعة جدي وقد يدرك في حينه أنه لا يحل محلي أحد وبينما والدنا الشيخ عبدالله بن مهنا يضع صوته لي ويصرخ له أحد المرافقين وولدك يعني زاهر بن عبدالله وكان منافسا، في حين أن شخصا آخر وهو عبدالله بن محمد الخزيري يقول بصوت عالي صوت لسالم؛ لأنه هو الأنسب هنا وإن كنتما عيني وجه واحد.
هذه حقيقة الناخب قد يسام بقاء شخص في موقع لأكثر من المعتاد لذلك أخذ المشرعون بمثل هذه التوجهات، لذلك فإن مثلي ينادي بآراء التجديد والضبط بحيث تذهب المناصب القيادية للذين هم من السن ٣٥ سنة فأعلى ويقتصر التقدم لمثل تلك المناصب لمن لم يتجاوز ٦٥ سنة، و في عضوية البرلمانات يجب أن يستشعر الأشخاص أن كلا منا إذا بلغ السبعين لايمكنه أن يتحمل أعباء العضوية والاجتماعات المطولة التى قد تمتد لساعات، وهو ما دفعني للإحجام عن التقدم في أي ولاية من ولاياتنا بعد أن خرجت من الخدمة العامة مع التعديل القانوني وبعد أن تراجعوا عن ذلك التعديل فُتح المجال أمامي وأمام غيري؟، وعاد بعض زملائنا الذين خرجوا في تلك الفترة إلى مجلس الشوى منتخبين.
وإذ نبارك هذا الإنجاز للدولة والقيادة والشعب السوري لأنه علامة بارزة للسيادة والرغبة في ممارسة الديمقراطية الحقة المتجددة والمجددة للتشريعات والمحددات والنظم وللأشخاص؛ فتجديد الوجوه والشخصيات والخبرات والتخصصات والأجيال ضرورة ملحة لرفد العملية الديمقراطية وتجددها الدائم وإعطاء الفرص المتكافئة لكل شرائح المجتمع وهذا هو جوهر الممارسة الانتخابية والتمثيل الفاعل المتجدد.
وحين رأيت أن اسم راسم المصري في قائمة المنتخبين في اللاذقية ولم أكن قد سبق لي أن تتبعت مساره الترشحي بدقة وقلت له: إذن اترك المقعد لغيرك في الدورة القادمة واكتفِ بأربع دورات فقط، وعبرت بـ(كفى) ثم وضح لي أن عدد الأصوات له بكم جيد قلت جيد لكن لا يجب أن يسكن كل منا في موقع ومقعد واحد.
وإذ نكرر السرور والتهنئة للمنضمين الجدد من أمثال (رائدة وقاف) ونتمنى لهم التوفيق مشفوعا بأن يكونوا نواب عمل وتطوير وإنجاز يساهم في خروج سوريا قلب العروبة من أزمات فُرضت عليها لتنهض من جديد منتجة مكتفية مباهية بما تحقق وبما تحقق في الماضي، ونحن نعطي اهتمامنا لكم لأنكم القلب ولا حياة للأمة بدون قلبها النابض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى