أيامن كنت للأنظارِ سِحرا
حسين الهاشمي-العراق
أيامنْ كنتِ للأنظارِ سِحرا
ألامهلابنا فالبعدُ أزرى
بنا مهلا قلا تجني علينا
بلغتي بالتجافي المرِّ وَطرا
فمنكِ في الحشا سهمُ التنائي
ومَنْ ذاقَ النوى والبعدَ أدرى
فيامن سامنا حزنا ووهماََ
ومِنّي ذي دموعُ العينِ تترى
فَقَرّحتِ الجفونَ بحرِّ دمعِِ
كسيلِِ أحدثَتْ في الخدِّ مجرى
وذابتْ ما تعبنا في جنيها
بشوقِِ في الحشا قدْ حالَ جمرا
وماتحتَ الثيابِ فصارَ عودا
تساوى لايُرى أنْ كانَ يَعرى
وماإنْ تنقضي فينا همومٌ
تجيءُ بثقلها في النفسِ أُخرى
توالى بالخطوبِ عليَّ دهري
فصارَ الخطبُ في الأزمانِ دهرا
وحسبي أنَّ أصحابي شهودٌ
على ماأحدثَ الدهرُ وأجرى
تنامُ فلاترفُّ لها جفونٌ
وعيني بعدَ طولِ السهدِ حمرا
ولامرّتْ بأعوامِِ عجافِِ
أذبنَ الشحمَ ثمَّ اللّحمَ يُفرى
لها أردافُ مكنوزاتُ ملآى
أراها كاعبَ النهدينِ صدرا
وكعباََ أدرما مافيه عظمٌ
وأنظرُ مُعصراََ أحلاهُ خصرا
ووجهاََ أنورَ الخدّينِ ورداََ
صبوحاََ في ظلامِ اللّيلِ بدرا
إذا ما عُدْتهِ يوماََ بطيفِِ
مريضاََ سوفَ يشفى سوفَ يبرى
فحنّي ياحبيبةُ فيهِ حنّي
عسى أنْ يقضيَ الرحمنُ أمرا
لكِ في القلبِ أشواقٌ وعشقٌ
إذا فاضَ احتوى مدناََ وصحرا
فعَمَّ الكونَ فامتلأتْ بوادي
به وانسابَ في الأرجاءِ نهرا
خذيني ولتشمّيني أريجاََ
لعلي من عذاب الروحِ أبرا
