يا عيدُ

ستار الزهيري-العراق

يا عيدُ إنَّ حُماةَ الدّارِ قد ذَهبوا
حَيثُ الغَريُّ فلا لَومٌ ولا عَتَبُ

فَلا تُطيلُ وقوفاً عِندَ بابِهِمُ
فَمَن تُهَنّي وبابُ الدَّارِ مُنتَحِبُ

ياعيدُ قَد خَلَعوا الأعمارَ في عَجَلٍ
وَهاجَروا دونَما غَيظٍ فما السَّبَبُ

تَوَشَّحتَ دارُهُم باللَّيلِ ما بَقيَت
فَهُم حَزانى وَأنتَ اليومَ مُختَضِبُ

إذهَبْ هَناكَ إلى دارٍ بِها رَقَدوا
لَعَلَّ بارِقَةً تأتي بمَن نُهِبوا

وَعَلَّهُم يَذكُرونَ الأهلَ بَعدَهمُ
عاشوا بلَهبِ النوى إحساسُهُمْ خَشَبُ

وَعَلَّهُم يَذكُرونَ اليَومَ قافِلَةً
ظمأى القُلوبِ وَمن يَسقيِهُمُ التَّعَبُ

سَلهُم جَواباً فَهُم أَهلٌ لِمَسألَةٍ
أَيرجِعونَ وكأسَ المَوتِ قد شَربوا

هُناكَ لا زَمنٌ يَمضي به زَمَنٌ
وَيَسخرونَ لئِن مَرَّت بِهِم حِقَبُ

فالمَوتُ عَرَّفَهُم أَنَّ الدُّنى وَهَمٌ
وَليسَ فيها سِوى ما يكتِبُ النَّصَبُ

أما هُنا فَينامُ اللَّيلُ مِن أَزَلٍ
وَالصُّبحُ أَقفَلَهُ السِّردابُ والتُّرَبُ

هُنا يَنامُ سَليبٌ جَنبَ سالِبِهِ
هُنا الجَّحيمُ _ بِجَنبِ الخُلدِ _ تَلتَهِبُ

مَن كانَ يَمضَغُ أطرافَ الحَصى سَغَباً
أو كانَ يُطعِمُهُ الطُّغيانُ وَالعُجُبُ

مَن قالَ إني _ وَكُلُّ الخَلقِ يَعبُدُني _
أنا الإله وَمَن أهوت بِهِ الرُّتَبُ

يا عيدُ لا تَأتِنا فالدَّارُ باكيَةٌ
وَنَحنُ في غُربَةٍ لَمّا هُمُ إغتَرَبوا

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى