الفنان دريد لحام والإعلامية وفاء كمال وجها لوجه (3)

التمثيل من أصعب أنواع الفنون وأسهلها .على حد تعبير المخرج الروسي ” تابروف ” فهو فن سهل على من امتلك الموهبة, وأحسن انتقاء أدوار تحمل مضامين إنسانية. سهل على من يجدُّ لكي يُخْرِج بصدق مافي أعماق النفس البشرية من خير وشر.

الفنان ” دريد اللحام ” استطاع أن يقوم بهذه المهمة ويصرخ بصرخة الإنسان الحقيقية دون زيف أو مجاملة أو تشذيب .
لقد أبى هذا الفنان أن تسقط الحريات في الفخ ،لانها مقدمة للسقطة الأبدية. وقد استأنف معاركه ضد هذا الفخ ، بدءاً من ” مسرح الشوك ” ومروراً بفيلم ” الحدود ” حتى فيلم التقرير ,وانتهاء بأعماله الأخيرة.
الفنان دريد كان يتوق في معظم أعماله إلى حرية تنفلت من كل قيد ،إلا من أسر الوطن والأرض فالوطن _ على حد تعبيره _ ليس جغرافيا أو قطعة أرض. الوطن علاقة. وأنا أرى وطني أجمل الأوطان من خلال علاقتي به. وإذا انعدمت هذه العلاقة ، أصبح أقبح الأوطان .
لقد كرس الفنان دريد علاقته بالوطن والأرض والناس بأدوات فنية بسيطة ووسائل واضحة. تجاوب مع الناس. دخل عوالمهم فوجد نفسه بينهم . بحث عن الحقائق بلذة عارمة لا بقصد اللهو والتسلية . بل مزج الضحك بالنقد والفكاهة بالموضوعية بشكل يحرَّض فيه الإنسان على إعادة النظر في قضاياه الأساسية ليعمل على تحسينها .. الحوار شيق معه بدأ ضمن الحدود ” أقصد فيلم الحدود ” لكن كان يقطع تلك الحدود بين الفينة والفينة زوَّاره الكثر، الذين كان يستقبلهم برحابة صدر . فكان بقطع الحوار لأصبح جزءا من حواره مع الضيف القادم.أطل في البداية الفنان “عمر حجو” حيَّانا ثم اتجهوجهاً لوجه مع الفنان دريد اللحام
…………………………………………………………
التمثيل من أصعب أنواع الفنون وأسهلها .على حد تعبير المخرج الروسي ” تابروف ” فهو فن سهل على من امتلك الموهبة , وأحسن انتقاء أدوار تحمل مضامين إنسانية . سهل على من يجدُّ لكي يُخْرِج بصدق مافي أعماق النفس البشرية من خير وشر .والفنان ” دريد اللحام ” استطاع أن يقوم بهذه المهمة ويصرخ بصرخة الإنسان الحقيقية دون زيف أو مجاملة اوتشذيب .
لقد أبى هذا الفنان أن تسقط الحريات في الفخ ،لانها مقدمة للسقطة الأبدية. وقد استأنف معاركه ضد هذا الفخ ، بدءاً من ” مسرح الشوك ” ومروراً بفيلم ” الحدود ” حتى فيلم التقرير ,وانتهاء بأعماله الأخيرة
الفنان دريد كان يتوق في معظم أعماله إلى حرية تنفلت من كل قيد إلا من أسر الوطن والأرض فالوطن _على حد تعبيره _ ليس جغرافيا أو قطعة أرض .الوطن علاقة .فأنا أرى وطني أجمل الأوطان من خلال علاقتي به. وإذا انعدمت هذه العلاقة ، أصبح أقبح الأوطان .
لقد كرس الفنان دريد علاقته بالوطن والأرض والناس بأدوات فنية بسيطة ووسائل واضحة. تجاوب مع الناس. دخل عوالمهم فوجد نفسه بينهم. بحث عن الحقائق بلذة عارمة لابقصد اللهو والتسلية. بل مزج الضحك بالنقد والفكاهة بالموضوعية بشكل يحرَّض فيه الإنسان على إعادة النظر في قضاياه الأساسية ليعمل على تحسينها .. الحوار شيق معه بدأ ضمن الحدود ” أقصد فيلم الحدود ” لكن كان يقطع تلك الحدود بين الفينة والفينة زوَّاره الكثر، الذين كان يستقبلهم برحابة صدر . فكان بقطع الحوار لأصبح جزءا من حواره مع الضيف القادم.

أطل في البداية الفنان “عمر حجو” حيَّانا ثم اتجه نحو غرفة أخرى في المكتب. وما أن شرعنا في الحديث عن العرض الشهير لمسرحية ” ضيعة تشرين ” حتى دخلت الفنانة اللبنانية ” مادلين طبر ” توقف عن الحوار ولم يخرج من خلف مكتبه لاستقبالها وقد بدت وكأنها معتادة عليه . جلست دون تكلف. كانت ترتدي ثياباً بسيطة جداُ وكعب عال. لم تكن طويلة بالشكل الذي كنت أراها به على الشاشة ولم تكن تطلي وجهها بمساحيق كثيرة . وقد بدت أكبر من عمرها .
ولا أدري لم استحوذتُ على اهتمامها مما شجعني على مواعدتها لأخذ حديث منها. قال دريد يمكنكما ان تلتقيا بمكتبي. لكن حدث اللقاء فيما بعد في حفل افتتاحه لفيلم التقرير . حيث تركتْ لي رسالة مع الفنان دريد استلمتها في يوم آخر لان اللقاء معه استمر جلستين .كانت مادلين تنظر لي وتبدي إعجابها وتطري على جمالي. وكنتُ حذرة من أي موقف أو إطراء لأنني كنت أعتبر الوسط الفني وسطاً فاسداً .ولم تتغير هذه النظرة عندي إلا بعد ان التقيت بالفنان دريد وشعرت بمدى توازنه وادبه ونبل أخلاقه في التعامل مع الناس والفنانين الأصغر منه. والصحفيين والطلاب الذين يحضرون للاستفادة من تجاربه كانت مادلين تصغي باهتمام لسؤالي:

***
حين فلتُ له: في ضيعة تشرين تعرضتَ أنت والشاعر محمد الماغوط بالنقد لمرحلة من تاريخ سوريا. وقد أثار العرض عدة نقاشات حول حقيقة الحرية التي يمكن للمسرح العربي التحرك من خلالها . فهل لك أن تضع هذه الحقيقة أمامنا .
_ ج: نحن كنَّا نحاول من خلال عروضنا تكريس موضوع علاقة الإنسان بأرضه . فالوطن من وجهة نظري، ومن وجهة نظر الكاتب علاقة قبل كل شيء. وحتى لايشعر الإنسان بالغربة في وطنه، يجب أن يمارس حريته.كل ماطرحناه موضوع واحد في ثياب مختلفة .
في كل مسرحياتنا وأعمالنا كنَّا نطالب كما يطالب المسؤولون بالوحدة والحرية وكرامة المواطن ولم نخرج عن هذا الإطار. فلماذا لانتحرك بحرية، ونصرخ بحرية، ونواجه بحرية؟

***
س: كيف تستطيع التوفيق بين ذاتك المرهفة والناقدة وبين من يعتبرون ” كل نقد ” تعدياً على قيمهم وطغياناً على أفكارهم .
_ ج : المهم أن أُوفق بيني وبين نفسي. ولاأعاني فصاماً .
المهم ان لاأفكر بصورة، وأطرح صوراً مناقضة للقيم التي في مخيلتي.
أنا متجانس مع نفسي ومع الشيء الذي أفكر به . أنا ونفسي متفقان. أما إذا اختلفتُ مع الآخرين فتلك مشكلتهم وليست مشكلتي
يتبع نحو غرفة أخرى في المكتب . وما أن شرعنا في الحديث عن العرض الشهير لمسرحية ” ضيعة تشرين ” حتى دخلت الفنانة اللبنانية ” مادلين طبر ” توقف عن الحوار ولم يخرج من خلف مكتبه لاستقبالها وقد بدت وكأنها معتادة عليه .جلست دون تكلف. كانت ترتدي ثياباً بسيطة جداُ وكعب عال . لم تكن طويلة بالشكل الذي كنت أراها به على الشاشة ولم تكن تطلي وجهها بمساحيق كثيرة .وقد بدت أكبر من عمرها .
ولاأدري لم استحوذتُ على اهتمامها مما شجعني على مواعدتها لأخذ حديث منها. قال دريد يمكنكما ان تلتقيا بمكتبي .لكن حدث اللقاء فيما بعد في حفل افتتاحه لفيلم التقرير .حيث تركتْ لي رسالة مع الفنان دريد استلمتها في يوم آخر لان اللقاءمعه استمر جلستين .كانت مادلين تنظر لي وتبدي إعجابها وتطري على جمالي.وكنتُ حذرة من أي موقف أو إطراء لأنني كنت أعتبر الوسط الفني وسطاً فاسداً .ولم تتغير هذه النظرة عندي إلا بعد ان التقيت بالفنان دريد وشعرت بمدى توازنه وادبه ونبل أخلاقه في التعامل مع الناس والفنانين الأصغر منه. ووالصحفيين والطلاب الذين يحضرون للاستفادةمن تجاربه .كانت مادلين تصغي باهتمام لسؤالي:

***
حين فلتُ له: في ضيعة تشرين تعرضتَ انت والشاعر محمد الماغوط بالنقد لمرحلة من تاريخ سوريا. وقد أثار العرض عدة نقاشات حول حقيقة الحرية التي يمكن للمسرح العربي التحرك من خلالها .فهل لك أن تضع هذه الحقيقة أمامنا .
_ ج : نحن كنَّا نحاول من خلال عروضنا تكريس موضوع علاقة الإنسان بأرضه . فالوطن من وجهة نظري، ومن وجهة نظر الكاتب علاقة قبل كل شيء. وحتى لايشعر الإنسان بالغربة في وطنه، يجب أن يمارس حريته .كل ماطرحناه موضوع واحد في ثياب مختلفة .
في كل مسرحياتنا وأعمالنا كنَّا نطالب كما يطالب المسؤولون بالوحدة والحرية وكرامة المواطن .ولم نخرج عن هذا الإطار ، فلماذا لانتحرك بحرية ، ونصرخ بحرية، ونواجه بحرية ؟

***
_س : كيف تستطيع التوفيق بين ذاتك المرهفة والناقدة وبين من يعتبرون ” كل نقد ” تعدياً على قيمهم وطغياناً على أفكارهم .
_ ج : المهم أن أُوفق بيني وبين نفسي . ولاأعاني فصاماً .
المهم أن لا أفكر بصورة، وأطرح صوراً مناقضة للقيم التي في مخيلتي.
أنا متجانس مع نفسي ومع الشيء الذي أفكر به . أنا ونفسي متفقان. أما إذا اختلفتُ مع الآخرين فتلك مشكلتهم وليست مشكلتي.
يتبع….      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى