الغروب وشقة الضّو العتيق

عبد السلام  العطاري

قبل الغروب، الغروب وجه النّهار السعيد، والظلّ يغلق باب البيت عند المساء.
المساء يرشّ العَتبات بتعويذات جدّتي التي توارات خلف حُلكة النهايات، النهايات لا تُرى؛ قال جدّي ونام، والبيت يفرش طرّاحة النُعاس على مصطبةٍ مفتوحة على الريّح، الرّيح سقفها السّماء.
السّماءُ نعاسٌ قديم في عينيّ الليل، الليل الأسمر كجبهةِ أبي في الحَقْلِ من أثَرِ الشَّقاء، الشَّقاء الذي تَمْسحهُ مواويل الحصاد، الحصاد تنهيدة المواسم في صدر أُمي، تجلو برد الشتاء وقلق المواسم من بيادر الصّيف.

قبل الغروب، ينام الصّيف على رُكبةِ السّهل، قبل الغروب يوزّع أبي على نومِنا ضحكة للصّباح.

وها نحن أغنياء بطهارةِ ترْبيتنا، بطهارة الفَرحِ في قلوب أُمهاتنا، بطهارة الكف الخَشِن من يد آبائنا الجليلة، إذ أخطأنا السلام على أرضنا، نقف في زاوية الليل كي نطمئن على عبور النهار من حَيِّنا، ونمضي إلى نومِنا مطمئنين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى