طَلاسِمُ اللاَّيَقِين

محمد خلاد السكتاوي | المغرب

ماءٌ على خَدِّها
يسيل قطرةً قطرة
اعتقدْتُه دمْعا
مددْتُ يدي أمْسحُه
فكان ما رأيتُ داليةَ عِنَب
تعرشت عناقيدُها على رموشِ ورْدة

ضحكتُ ساخرا من نفسي
فقد خَدَعَنِي سِحْرُ الوهْم
والتبستْ عليّ الصورةُ والجوهر
هيَ ظلتْ كما عرفتُها لم تتغير
رهيفةً تكاد لا تُرى
تظهر وتختفي كنجمةٍ تُداعب غيمة
لا يبْقى منها غيْرُ لهاثِ شهوة
أمَّا أنا فتَجاذَبنِي الحُلمُ و الحيرة
وغفوْتُ ساهِيًا في هذياني

خلعتُ عنِّي طلاسمَ اللاَّيقين
وقلتُ لأصنع حلما آخر داخل الأدغال
فرأيتُها تنحني فوق صدري
وتسحقني بنهديْن متوحِّشَيْن
وتُحَوِّلُني إلى حُطام نشْوة

هادئا تحت شعاعاتٍ حارقة
تَتسَلَّل بين الظلال
أستَسْلم لِدَبِيب الرَّعْشةِ البِكْر
وأتركُ شيئا منِّي
يعْتصِرُ اهتزازاتِ جسدي
ويزرعها في فجْر أرْجُواني
تختبئ فيه وردةُ حبيبتي
وأصيرُ ومِيضَ جَمْرة أفْنَى فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى