أَطْلِقْ سَراحِي
عبد الصمد الصغير. – تطوان | المغرب
حَذارِ حَذارِ … مِنْ هٰـذا الْمُـزاحِ
فَقَدْ هاجَتْ بِلا حَصْرٍ رِياحِي
تَقُولُ الْعَيْنُ : كَفْكِفْ لي دُمُوعي
يَقولُ الدَّمْعُ : أَطْلِقْ لي سَراحِي
وَ إِنّي .. لا أَبوحُ لَهُ وَ أَشْكُو
وَ هٰذي الٔحالُ مَلَّتْ مِنْ نُواحِي
دُروبٌ .. في مِساحاتِ الْخَيالِ
وَ أَهْواءٌ … مُصَوَّبَةُ الرِّماحِ
أَقَلْباً … أَسْتَخيرُ لَهُ .. بِرَبِّي
يُناجي بِالْمَحَبَّةِ .. كُلَّ صاحِ
أَرى مُسْتَبْصِراً .. مِنْ نورِ قَلْبي
تَمامَ الْبَدْر ِ .. ضاءَ عَلى الْبِطاحِ
وَ نُوري أَنْتِ .. في ظُلَمِ الَّليالي
وَ مِنْكِ جَمَعْتُ .. أَنْوارَ الصَّباحِ
وَ مِنْ نَجْواكِ قَدْ سُقْتُ الْقَوافي
وُ كُنْتِ الشِّعْرَ في تَعَبِي وَ رَاحِي
أَتَيْتُ إِلى هَواكِ … كَما نَصيبِي
عَلى هَيْهاتَ .. مُقْصِرَةً جَناحِي
يَمُرُّ خَيالُها … فَتَصـيدُ قَلْبي
شِراكُ الْحُبِّ … كاتِمَةً صِياحِي
رَمَتْني .. مَنْ أَهيمُ بِها لِأُلْقي
زِمامَ الْقَلْبِ .. لِلْعِشْقِ الْمُبَاحِ
أَراكِ .. مِنَ الْخَيالِ عَلى الْمَرايا
أَراكِ مِنَ الْغُدُوِّ .. كَما رَواحِي
يَلوحُ ضِياؤُنا .. فَيَعودُ وَجْدِي
إلى دارٍ بِـها انْدَمَـلَتْ جِراحِي
أَمُرُّ بِبابِها … فَيَسيلُ دَمْـعِي
بِذِكْرٍ في الْغُـدُوِّ وَ في الرَّواحِ
غَواكِ الضَّوْءُ في الْعَتَماتِ يُغْري
وَ كُلُّ الضَّوْءِ يَأْتي في الصَّباحِ
سَأُلْقي في الْقَصيدِ عَناءَ وَجْدِي
لِيَزْهو .. رَقْصُ حَرْفي بِالْوِشاحِ
وَ أَبْنِي في الْحَبيبِ دِيارَ عُمْرِي
لِأَعْرُجَ .. في لَياليكِ الْمِلاحِ
لَقَدْ سَرِقَ الْهَوى غاياتِ عُمْري
وَ قَدْ عَبَثَتْ بِحُزْني وَ انْشِراحِي
عَشقْتُ صَدى الْأَسامِي فارِغاتٍ
وَ كَمْ كانَتْ أَيا صَحْبي .. تُلاحِي
أَيا قَلْباً … أُخَبِّئُ فيهِ حُبّي
فَأُصْبِـحُ ناشِـراً عُمْـري بِسـاحِ
أَيا شِعْراً .. أُصارِعُ فيهِ جِنِّي
أَنا الْمَسْكونُ .. مَجْنونُ الْجِماحِ
سَأَمْضي في الْعَزيمَةِ مُسْتَميتاً
وَ أَدْعُو … كُلَّ ثَوْرٍ لِلنِّطاحِ
أَتَرْتادُ الْحَياةَ .. بِلَا اجْتِهادٍ
وَ تَدْعو الْكادِحينَ إِلى الْكِفاحِ
أَتانِي .. مَنْ دَعا شِعْري لِأَمْرٍ
يُفَتِّـشُ فِـيَّ عَنْـها كُـلَّ ضَـاحِ
إِذا ما أَقْبَلَتْ يَوْماً … وَ بـانَتْ
يَقولُ الْقَلْبُ ..أَطْلِقْ لي سَراحِي