سوالف حريم.. دموع بهيّة
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
المحامي محمد عليان والد الشهيد بهاء فلسطين ابن قريتي، صاحب فكرة أطول سلسلة قارئة حول سور مدينة القدس، التي دخلت موسوعة غينس، يقوم يوميّا بنشر “بوست” على صفحة التّواصل الاجتماعيّ منذ رحيل البهاء، كل حرف فيه يذرف الدّموع، من يقرأ حروفه المخطوطة يذرف الدّموع.
هذا الأب الثاكل الذي ينتظر عودة جثمان ولده ليوارى التّراب، يحترق ألما، ويذوب كما الشّمعة دون أن يُشعر أحدا بذلك، فهو يعلم “أنّ النّار لا تحرق إلا اليد الدّاخلة فيها”.
يحارب في كل الاتجاهات وحيدا من أجل استعادة جثامين الشّهداء الأسيرة في ثلاجات الاحتلال، فكلّهم أبناؤه، ولا يريد حمدا ولا شكورا.
محمّد عليان الذي هُدم بيته، مدرسة في الصّمود، تماما مثلما كانت وصيّة البهاء مدرسة في ثقافة المقاومة، وهو الذي ابتدع “أطول سلسلة قارئة حول سور القدس” لتكون يوما فلسطينيّا وطنيّا للمطالعة، فهل كان يتحلّى بعبقريّة الابداع قبل أن ينهي العقد الثّاني من عمره. لقد كان البهاء وسيبقى بهيّا، ويليق بوالديه هذا البهاء رغم مرارة الفراق.