أمي
د. حسن العمراني | المنيا – مصر
أمي
وأمي
ثم أمي
مدادُ الحبر أنتِ
ورونقُ البسماتْ
قالوا: ألا تكتبْ؟
فأمسَكَتْ الحروفُ
وأطرقتْ نحو السكاتْ
قلت: امي
قلب أمكَ
ما تريدُ؟
ترفقي بالمعصمين
لأطبع القبلاتِ
فوق براح قلبكِ
درَّةَ الستاتْ
كيف أقْدِرُ دُونَ إذنكِ
أن أشد الحرفَ تلو الحرفِ
أو أن أرتق النبضاتِ بالنبضاتْ؟
أن أصوغكِ جنَّةَ الأشعارِ
دُونَ تكلًُفٍ
وتخوفٍ
ألا أوافيكِ الكلامَ
وأنتِ مَن منَحَتْ لساني
رخصة الكلماتْ؟
دثريني
وازرعيني من جديدٍ
عند قلبكِ
ربما تغفو العروقُ
على العروقِ
وتستعيد الأرض ورنقها
وينبض من جديد
ما تيبَّس من أسارير النبات
قلتٍ: روحي أنت يا ولدي
وكيف وأنت من كَرْهٍ على كَرْهٍ
وهبْتِ الروح جذوتها
وأنت تعالجين الصبرَ
بين حشاك تنفكين
من طوق المماتِ إلى المماتْ؟!
كيف يا عمري يصير الكون دونَكِ
لو رحلتِ وجفَّ نبعُ العطفِ
وانسحب المساء على الصباح
وغابتْ الدنيا بأستار السباتْ؟
من سيمنحني العبير سواكِ؟
يا أيقونة الماضي
وعبقَ الذكرياتْ.