دموع العابرين

 زيد الطهراوي | الأردن

مبدع أنت في الحزن، وعاشق للوردة الأولى ، ومستسيغ لسفر الأجداد في البر الذي لا يعرف الحدود.
و أنت لا تشعر بالغربة ، فالنوافير تملأ ذاكرتك بالأمل، فماذا بها لو حزنت قليلاً ، لتستنفر القوم حين يمكثون في مدنهم صامتين ، تريد منهم أن يعبروا إلى ساحات الحرية، غير آبهين بحراك الغربان، و لا منتظرين مساعدة النجوم التي لا تدر النور إلا إذا بجَّلتها طويلا.
فيا رفيق الحلم الحزين ، ألا تنصر الفراغات الممتدة ؟ ألا تنصرها بمزيج من كتاباتك و آمال المنشدين بلا ملل ، فلا مكان للسخرية من قناديل تنهض ببطء و ثبات من وحل الجبن؛ لتصعد جبال الإنسانية، معلِّقة أخطاءها على أعلام الاعتراف و تصحيح المسار
و دموع العابرين ما شأنها؟ إنها تسقي الطريق بأزهاره وذرات ترابه، وتختص القلوب التي تتحدى اليأس بسيرتها.
دموع العابرين كانت تسكن في العيون، وتهيِّئ نفسها بصمت غير مستكين؛ إلى أن تشمَّ أريج الحرية. فتنهمر على السهول و الجبال ؛ معلنة بدء نهار و تضحيات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى